331

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام يكون الدر والحجر عندكم سواء، وروي أنه قال لهم: أيهما أحب إليكم الدنيا أم الخرف قالوا: الدنيا، قال الدنيا والخزف عندي سواء، ويقال إن عيسى صعد يوما عقبة بيت المقدس فعرض له إبليس فقال له يا عيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أن تبرىء الاكمه والأبرص وتشفي المرضى قال عيسى: لا بل العظمة والربوبية للذي أشفيهم بإذنه ولو شاء لأفرضني قال: أنت الذي من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى قال: بل العظمة للذي بإذنه أحييهم ولو شاء لأماتني قال إبليس: وأنت الذي بلغ من قدرتك أنك تمشي على الماء قال: بل القدرة للذي أمشي بإذنه ولو شاء لأغرقني، قال: أنت الذي تعلو على السموات وتدبر فيها الأمر وأنا ما أعرف نذا لله تعالى غيرك ولا مثلا سواك فارتعد عيسى من قوله وخر مغشيا عليه فدعا على عدو الله تعالى لما أفاق بعث الله ملكا فضربه ضربة حتى تدهور ولم يملك نفسه حتى بلغ الأفق الأقصى ثم قام ورجع إلى العقبة فسدها على عيسى وقال: ألم أقل لك إنك إلله عظيم وأنت تفعل ما تشاء ولكنك لا تعرف نفسك فهلم وأمر الشياطين بعبادتك فإذا رأى بنو آدم ذلك عبدوك فتكون إكه الأرض كما أن الله إلله السماء فخر عيسى مغشيا عليه، فبعث الله تعالى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فنفخه ميكائيل نفخة طرحه إلى مشرق الشمس وضربه هنالك إسرافيل ضربة طرحه منها إلى المغرب فمر بعيسى وهو على العقبة فقال: يا ويلاه لقد لقيت منك يا ابن العذراء تبعا ثم ضربه جبرائيل ضربة حتى ألقاه في العين الحامية فلم يخلص إلا بعد ثلاثة أيام فلما رجع إلى مجلسه أتته الشياطين وقالوا: يا سيدنا لقد لقيت تعبا، فقال إبليس: هذا عبذ معصوم ليس لي عليه سبيل ولكن سأضل به اكثر من تبعه حتى يدعوه إللها من دون الله تعالى، ويروى آته استقبله على عقبة بيت المقدس وقال: قل لا إلكه إلا الله فقال عيسى إنها كلمة حق ولا أقولها بقولك، قال الحسن: فكان ابن ثلاث عشرة سنة أوحى الله تعالى إليه ورفعه إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فكان في النبوة عشرين سنة وقال غيره أوحى الله تعالى إليه وهو ابن سبع عشرة سنة ويقال: ابن سبع وعشرين سنة ورفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة متفق على هذا، وروي أن أهل الجنة يكونون على مثل عيسى آبناء ثلاث وثلاثين سنة والله تعالى أعلم.

باب في ذكر رفع عيسى عليه السلام وكان سبب رفعه فيما ذكره أهل الأخبار أن ملكا من ملوك بني إسرائيل قال كعب كان اسمه داود بن بوذا وقال غيره كان اسمه هردوس وقيل فنطيوس بن فيلاطوس وكان جبارا عاتيا، فأمر الله تعالى عيسى أن يأتيه ويدعوه إلى الإسلام فأتاه ودعاه ووعظه

Bogga 331