295

============================================================

ذكر ما كان من فساد بني إسرائيل وتسليط العدو عليهم بخت نصر بعد أن أرسل إليهم أرميا النبي فأخبرهم بما آمر ووعظهم فضربوه وقيدوه وسجنوه فبعث الله تعالى عليهم بخت نصر وهي الكرة الثانية، قال الله تعالى: فإذا جاء وقد الآخرة ليسكموا وجوهكم [الإسراء : الآية 7] الآية، فقتل منهم من قتل وأحرق بيت المقدس وأسر ذراريهم وساقهم إلى بابل هذا قول القتبي وجماعة آخرين. وسنذكر ما كان بعد ذلك إذا بلغنا إلى موضعه وروي عن حذيفة أن رسول الله ي قال: إنه لما عصت بنو إسرائيل وقتلوا الأنبياء سلط الله عليهم بخت نصر ملك بابل فسار إليهم وحاصر بيت المقدس وفتحها وذلك لسبب قتلهم زكريا فقتل على دم زكريا سبعين ألفا واستخرج من أموالها سبعين ألف عجلة ويقال: مائة ألف عجلة من حلي بيت المقدس فأوردها بابل قال حذيفة قلت: يا رسول الله لقد كان أمر بيت المقدس عظيما قال: أجل بناه سليمان بن داود من الذهب والدر والياقوت وكان الله تعالى قد سخر له الشياطين يغوصون له ويأتونه بما شاء من ساعته وآن بخت نصر لما سباهم بقوا في يده أسارى مائة سنة، ثم إن الله تعالى بعث ملكا يقال له كورش فرد أهل بيت المقدس وحليها إليه وعمره وأقاموا مائة سنة مطيعين لله تعالى ثم إنهم عصوا الله تعالى فسلط عليهم ططيوس ويقال قابس بن اسبيانوس الرومي فغزاهم وسباهم وحمل حلي بيت المقدس إلى الروم وذلك قوله: فإذا جاء وقد الآخرة (الإسراء: الآية 7] الآية، قال النبي ثم إن المهدي إذا خرج في آخر الزمان رذ حلي بيت المقدس إليه على ألف سفينة وسبعمائة سفينة والله تعالى أعلم والرواية الثالثة في قوله تعالى: لتفسدد فى الأرض مرتين} [الإسراء: الآية 4] هذا ما رواه محمد بن إسحلق صاحب المغازي قال وكان الله تعالى قد أنزل على موسى بن عمران أن بني اسرائيل يفسدون في الأرض مرتين فكانت بنو إسرائيل يعملون المعاصي ويتجاوز الله تعالى عنهم، فأول ما أنزل الله تعالى بهم من الوقعتين أن ملكا منهم يقال له صديقة وكان صالحا ناسكا عادلا فكان الله تعالى إذا ملك منهم ملكا بعث معه نبئا يعلمه ويرشده ويوحي الله تعالى إليه بما فيه مصالحهم وكانوا جميعا على شريعة التوراة فبعث مع صديقة الملك شعيا بن أموص ويقال ابن امصيا وهو الذي بشر بعيسى وبمحمد عليهما السلام، وكان الله تعالى قد أنزل عليه كتابا فيه ذكرهما فملك صديقة [صدقيا] بني إسرائيل زمانا ثم كثرت الأحداث في بني إسرائيل وعظمت فوعظهم وحذرهم عقوبة الله تعالى فلم يقبلوا قوله فبعث الله تعالى عليهم سنحاريب ملك بابل في ستمائة ألف راية تحت كل راية ألف رجل، فأقبل بجنوده حتى نزل حول بيت المقدس وكان صديقة [صدقيا] ملك بني إسرائيل وكان في ذلك الوقت مريضا قد خرجت في ساقه قرحة فجاءه النبي شعيا فقال له: إن سنحاريب ملك بابل قد نزل بجنوده فكبر ذلك على الملك صديقة فقال: يا نبي الله هل أتاك وحي من السماء فيما حدث فتخبرنا به؟ فقال: لا، ثم إن الله تعالى

Bogga 295