============================================================
باب في ذكر ما كان بعد ذلك من فساد بني اسرائيل وتسليط العدق عليهم قال الله تعالى: لنفسدد فى الأرض مرتين ولنعلن علق كبيرا فإذا جماء وقد أولنهما بعثنا عليكم عباوا لنا أولى بأس شديد [الإسراء: الآيتان) ، 5] إلى آخر الآية، وقد ذكرنا أن الملك كان في ولد سليمان بعده إلى آبلع الأعرج، ويقال: كان اسمه صديقا وكان أعرج من قبل عرق التسا فطمعت الملوك في بيت المقدس لضعفه فسار إليه إلى الجزيرة وكان لتقر يسكن مدينة يقال لها الحضر، وكان يعبد الزهرة فنذر لتقر لثن ظفر ببيت المقدس ليذبحن ابنه للزهرة وكان تحت بخت نصر يومئذ في قول القتبي وقال بعض أهل الأخبار: كان كاتبه لم يزل ببيت المقدس فأرسل الله تعالى عليه ريخا فأهلكت جيشه وانفلت هو وكاتبه بخت نصر فلما رجع إلى الحضر(1) قتله ابنه لسبب ما سمع أنه نذر قتله، ثم إن بخت نصر اغتال ابنه فقتله وأخذ الملك وسار إلى بيت المقدس سنحاريب ملك الموصل وسلماعاشر ملك أذربيجان(4) وهو بالعربية سليمان الأعسر فالتقيا بباب بيت المقدس فاختلفا ووقعت الحروب بينهما حتى تفانوا وغنم بنو إسرائيل ما كان في عسكرهما، ثم سار إليهم ملك الروم وملك الصقالب وملك الأندلس(3) فتشاجروا على باب بيت المقدس واقتتلوا وأهلك الله بعضهم ببعض ثم سار إليهم سنحاريب بعدما عصت بنو اسرائيل وخالفوا أمر الله تعالى وكثرت فيهم الأحداث وقتلوا الأنبياء فرغبوا إلى الله تعالى وتابوا فرده الله تعالى عنهم بعدما دخلوا بيت المقدس وجالوا في أسواقها فذلك قوله تعالى: { فباشوا خلال الذيار وكات وغدا مفعولا ثد رددنا لكم الكرة علتهم وأندةنلكم بأمول وبني} [الإسراء: الآيتان5، 6] ثم إنهم أحدثوا بعد ذلك فسلط الله تعالى عليهم (1) الحضر: بالفتح ثم السكون، وراء، اسم مدينة بإزاء تكريت في البرية بين الموصل والفرات مبنية بالحجارة، ياقوت الحموي، معجم البلدان 2/ 267.
(2) أذربيجان: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، وكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وجيم، إقليم واسع مداثها تبريز، وأرمية، وأردبيل وغيرها. ياقوت الحموي، معجم البلدان 128/1.
(3) الأندل: محلة كبيرة كانت بالفسطاط، ياقوت الحموي - معجم البلدان 264/1.
Bogga 294