283

============================================================

ذكر لقمان عليه السلام 18 من قرية بقرب الشجرة فنام تحتها فنزلت الحية ولدغته فأهلكته، فلما استيقظ ابن لقمان أراه الشيخ حال الفتى فقال له: اذهب إلى هذه القرية وأخبرهم حال الفتى وموته بلدغ الحية له، ففعل فبكى الناس وكان الفتى من أشرافهم فلما جاؤوا حملوه ودفنوه قال الشيخ لابن لقمان: قل لهم ماذا تعطونني إن أنا قتلت الحية وأرحتكم منها فلا ترض منهم إلا بنصف أموالهم فقال لهم ذلك فقالوا: نعطيك عشر أموالنا فإنها قد أهلكت خلقا كثيرا ونحن في بلاء منها فلم يرض ابن لقمان حتى قالوا نعطيك نصف أموالنا فجاء إلى الشيخ فأخبره فأخرج الشيخ صرة فيها دواء وألقاه على النار ودخن به تحت الشجرة فنزلت الحية وقام الشيخ فقتلها وفرح أهل القرية بذلك فرحا شديذا وأخرجوا له نصف أموالهم، قال الشيخ خذ وضعها عند أمين الجان إلى أن ترجع من سفرك، ثم إنه رحل ونزل منزلا آخر على بلدة وكان عندها نهر عظيم يجري فيه ماء كثير وبالقرب من النهر عين ماء فيها ماء قليل وأراد ابن لقمان أن يشرب من النهر فنهاه الشيخ، وقال: لا تشرب منه واشرب من هذه العين فقال: ولم قال لأن من شرب منه أصابه الجرب وأن أهل هذه البلدة لا يشربون منه، ثم قال الشيخ لابن لقمان ادخل هذه البلدة وقل لأهلها ما تضمنون لي إن أصلحت لكم ماء النهر حتى يعذب ويصلح عن الآفة ولا ترض منهم إلا بنصف أموالهم ففعل ذلك ابن لقمان وضمنوا له المال فرجع إلى الشيخ فأخرج الشيخ شيئا من صرته وألقاه في النهر فعذب ماء النهر وأمره فشرب منه بين يدي القوم فلم يصبه آفة فشرب القوم فلم يضرهم فقالوا: خذ ما ضمتا لك فأمره الشيخ آن يأخذه ويضعه عند أمين الجان إلى آن يرجع من سفره، فلما رجع ابن لقمان من سفره وأخذ المال من غريمه ومر بالرئيس وقد جهز ابنته بجهاز عظيم فحملها ابن لقمان مع المال ورجع سالما إلى أبيه غانما فلما قرب من بلدة أبيه قال الشيخ إني أريد أن أفارقك ولست أريد دخول بلدتك فألح عليه ابن لقمان فأبى فقال له ابن لقمان فانزل حتى أقاسمك هذه الأموال التي أصبتها ببركتك قال: لا حاجة لي فيها قال: فما أقول لوالدي إذا سألني عنك فقال صفني له بصفتي فإنه يعرفني ومضى الشيخ وجاء ابن لقمان إلى آبيه فأخبره بحاله وسفره وقص عليه قصة الشيخ وقال: إنه قال لي صفني لأبيك فإنه يعرفك قال لقمان: يا بني إنه هو السلامة التي سألتها لك حيث قلت أصحبتك السلامة قال لعله ملك أو شخص جعله الله مثلا للسلامة حتى صحبته فسلمك الله ببركته من البلايا، وروي آن لقمان خرج في بعض أسفاره ومعه ابنه فلما قربا من البلدة التي يقصدونها وهما في قافلة وكان وقت المساء فعرج حمار لقمان فتخلف عن القافلة ودخلت القافلة البلدة فجعل ابن لقمان يخرج ويتأفف فقال له أبوه: لا تفعل، فلعل الصلاح في هذا هلهنا فقال : وأي الصلاح في أن بقينا في البرد والريح والمطر ولا عشاء لنا ولا علف لدوابنا وقد نزل الناس البلدة في كن

Bogga 283