Taariikhda Suugaanta Carabta
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Daabacaha
دار المشرق
Lambarka Daabacaadda
الثالثة
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
الأدباء النصارى
ظهرت في هذا العهد ثمرة المدارس المسيحية التي أنشأت في أنحاء الشام فخرج منها جمهور من الأدباء أخذوا يحررون الجرائد ويصنفون التآليف المختلفة وينظمون القصائد ويمثلون الروايات التشخيصية ويعقدون الجمعيات الأدبية فيلقون فيها الخطب ويهتمون بتنشيط العلوم فحصلت بذلك نهضة استوقفت الأبصار وبعثت في القلوب رغبة الترقي والتمدن.
بنو اليازجي
وأول من يتحتم علينا ذكرهم الشيخ ناصيف اليازجي وأسرته التي كاد الموت يقصف آخر غصونها بوفاة نجليه المرحوم الشيخ إبراهيم والسيدة وردة. وهانحن نلخص أخبارهم جميعًا لائتلاف الموضوع وفرارًا من التكرار. أصل هذا البيت من روم حمص. ثم نمت أسرتهم وتفرعت إلى عدة فروع فهاجر قوم منهم في العشر الأخير من القرن السابع عشر إلى لبنان فسكنوا جهة الغرب واستوطن غيرهم وادي التيم وكان بعضهم دخل في خدمة عمال الدولة في أواسط القرن الثامن عشر بصفة كاتب فعرف باسم اليازجي أي الكاتب وعرف به أبناؤه من بعده. وقد جاهر هذا الفرع بالمذهب الكاثوليكي مع أسر أخرى كبيت البحري وبيت كرامة في منتهى القرن الثامن عشر وسكنوا كفر شيما. من قرى ساحل بيروت. وكان عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط والد الشيخ ناصيف طبيبًا درس الطب على بعض رهبان الشوير وتعاطاه بالعمل فحذق به وكان مع ذلك محبًا للآداب العربية يطالع من كتب اللغة ما يحصل عليه ووسائل التعليم في ذلك الوقت قليلة. وتعلم للشعر فنظم بعض القصائد التي أخذتها أيدي الضياع. ومما روى له حفيده الشيخ إبراهيم قوله يمدح ديوان شعر للقس حنانيا منير صاحب التآليف التي سبق لنا وصفها:
عش بالهنا والخير والرضوانِ ... يا من عُنيتَ بنظم ذا الديوانِ
إني لقد طالعتهُ فوجدتهُ ... نظمًا فريدًا ما له من ثانِ
وكان مولد ناصيف ابنه في كفر شيما في ٢٥ آذار سنة ٨٠٠ درس مبادئ القراءة والكتابة على القس متي الشبابي. ثم شعر برغبة عظيمة في معرفة أصول اللغة وفنون الآداب فانكب عليها بنشاط وحرص على إتقانها ما أمكنه فنال منها نصيبًا
1 / 153