Taariikhda Adabka Carabta
تاريخ آداب العرب
Daabacaha
دار الكتاب العربي
Lambarka Daabacaadda
-
١ مما يشترطونه في رواية الحديث: أن يكون عدلًا ضابطًا، وقد اختلفوا في تعريفهما اختلافًا كثيرًا يناسب خطر ما يبنى عليهما، حتى ردوا العدالة مرد الملكات الثابتة في النفس؛ لأن مبناها على الأخلاق التي تعصم من الكذب والابتداع، واصطلحوا على أن الضابط هو الذي يقل خطؤه في الرواية ووهمه فيها بحيث يوافق الثقات فيما يرويه، ويسمون ذلك إتقانًا أيضًا، أما الثقة فهو الذي يجمع بين العدالة والضبط. ولا يقبلون من مجهول العدالة، كما لا يقبلون من مجهول العين الذي لم تعرفه العلماء؛ ولكل ذلك شروط وأقسام كان المتقدمون يتشددون فيها، فلما تأخر الزمن وتشعبت طرق الإسناد، وكثر الرجال وقت شروط العدالة البالغة، وذلك حوالي المائة العاشرة؛ ترخص المحدثون في تلك الشروط، واكتفوا بأن يعتبروا في راوي الحديث الإتقان وحسن الأحدوثة ونحو ذلك، حتى لا تنفصم سلاسل الإسناد إذا فرض أنه لم يكن يد من إحلال أحد رجالها المتأخرين بما اشترطه المتقدمون. ولألفاظ التعديل عندهم مراتب: أعلاها قولهم: ١- ثقة أو متقن أو ضابط أو حجة. ٢- خير صدوق مأمون لا بأس به. ٣- شيخ. ٤- صالح الحديث. ولألفاظ التجريح مراتب أيضًا: أدناها: ١- لين الحديث. ٢- ليس بقوي، وليس بذلك. ٣- مقارب الحديث، أي: رديئه. ٤- متروك الحديث وكذاب ووضاع ودجال وواه. رواه بمرة، أي: قولًا واحدًا لا تردد فيه. وبعض هذه الألفاظ يستعمله الأدباء، ولذلك ذكرناها حتى تعرف مراتبها. ومتى انتهينا إلى الكلام في علم الرواية وتدوينه نذكر أول من تكلم في الرجال جرحًا وتعديلًا.
1 / 190