أسقفا من أهلها يسمّى ثاوفيلس (١) ويعرف بابن الشقيّ (٢) واجتمع إليه بنوه (٣) وإخوته وجماعة من أهل البلد، وقصد استصلاح من كان نافرا، وجعل يقصد منازلهم راجلا، وخفض جناحه لهم، ولاطفهم، فلم يغنه ذلك شيئا، وقام لكلّ حزب من الحزبين غرض في نصرة هواه، حتى كان الأب لا يكلّم ابنه، ولا المرأة (٤) تخاطب بعلها، وانتشت الحرومات (٥) بينهم، وصارت القرابين تنتقل (٦) من هيكل إلى هيكل وتكسر على المذابح، ويستعين كلّ فريق منهم على الآخر بالسلطان.
[ابن الأحول يمنع الصلاة في كنيسة تنّيس ويقبض على أسقفّها]
وخرج جماعة من النافرين (٧) عنه من أهل تنّيس من النّصارى إلى الإخشيد محمد بن طغج (٨) بمصر ساعيين (٩) به رافعين عليه، وكان رجلا ظالما يصغي كثيرا إلى سماع السعايات وقبولها، ويهلك المسعيّ به (١٠) ويأتي عليه، فوجّه معهم قائدا يكنّى بأبي الحسين ويعرف [بصاحب علي بن] (١١) الأحول (١٢) وضمّ إليه جماعة من الرّجّالة، فأنزلوه بكنيسة أبي (١٣) جبلة، وهي كنيسة أهل الملّة الجامعة التي الأسقف نازل (١٤) بها، فختمها ومنع الصّلوات فيها، وقبض على تاوفيلس أسقف تنّيس وعلى أفتيشيوس/٨٤ أ/البطريرك، وكانا جميعا يومئذ بتنّيس، ووكّل بهما، وأحضر جماعة من مشايخ الإسلام وشيوخ النصارى، وفتح خزائن الكنيسة
_________
(١) في بترو «ثاوفيلا».
(٢) في (ب): «الشقى».
(٣) في نسخة بترو «إليه أهل بيته».
(٤) في (ب) «الامرأة».
(٥) كذا في الأصل.
(٦) في نسختي بترو و(ب) «تنقل».
(٧) في البريطانية «من النصارى المنافرين».
(٨) في (ب) «طعج».
(٩) كذا، والصواب «ساعين»
(١٠) في بترو «المسعى به والمنتصح به».
(١١) ما بين الحاصرتين زيادة من بترو و«ب».
(١٢) في بترو «الأخول»، وفي الأصل وطبعة المشرق ٩٥ «ويعرف بابن الاصول».
(١٣) في (ب) «أبو».
(١٤) في (ب) «نازلا».
1 / 25