Kitaabka Taariikhda
كتاب التأريخ
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
وزيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله على سرية إلى قردة لما انصرف رسول الله من بدر الصغرى ميعاد أبي سفيان هابت قريش أن يأخذوا طريقهم إلى الشأم على بدر فتركوا ذلك الطريق وسلكوا طريق العراق فخرج أبو سفيان وأبو العاص بن الربيع في عير قريش في مال كثير إلى الشأم فبعث رسول الله فأصابهم وما فيها وخرج القوم هاربين أبو سفيان وأصحابه فسبقوهم فقدم زيد بذلك المال وأسر معاوية بن المغيرة بن أبي العاص جد عبد الملك بن مروان وقيل إنه قدم به وأقبل أبو العاص بن الربيع حتى دخل المدينة فاستجار بزينب ابنة رسول الله فلما صلى رسول الله الغداة نادت زينب ألا إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فقال رسول الله حين انصرف أسمعتم قالوا نعم قال قد أجرت من أجارت إن أدنى المؤمنين يجبر على أقصاهم وقام فدخل عليهما فقال لا يفوتنك أكرمي مثواه ورد عليه ما أخذ له فرجع إلى مكة فرد إلى كل ذي حق حقه ثم أسلم ورجع إلى رسول الله فرد عليه زينب بالنكاح الأول
وأيضا زيد بن حارثة على سرية إلى الجحوم أو الجموم فأصاب امرأة من مزينة يقال لها حليمة فدلتهم على محلة من محال بني سليم فأصابوا في تلك المحلة نعما وأسارى وكان في أولئك الأسارى زوج حليمة فلما قفل بها وهب رسول الله للمزينية زوجها ونفسها
ومرة أخرى لزيد على جيش إلى جذام وكان ابن خليفة الكلبي لما انصرف من عند قيصر مر بأرض جذام فأغار عليه الهنيد بن عارض الجذامي فسلبه ما كان معه وأدركه نفر من المسلمين فاستنقذوا ما أخذ منه فدفعوه إلى دحية فوجه رسول الله زيد بن حارثة فسبى وقتل وأخذ الهنيد وابنه فضرب أعناقهما
ووجه أيضا زيدا على جيش إلى وادي القرى وكانت أم قرفة ابنة ربيعة ابن بدر قد زوجها مالك بن حذيفة بن بدر بعثت إلى رسول الله بأربعين رجلا من بطنها وقالت ادخلوا عليه المدينة فبعث رسول الله زيد بن حارثة في خيل فلقيهم بوادي القرى فهزم أصحابه وارتث زيد من القتلى فحلف ألا يغسل ولا يدهن حتى يغزوهم فسأل رسول الله أن يبعث به إليهم فبعثه في خيل عظيمة فالتقوا بوادي القرى فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمت بنو فزارة وقتلوا وسبيت يومئذ أم قرفة فقتلها قتلا عنيفا شقها بين بكرين وأما ابنتها فوقعت في سهم قيس بن المحسر فاستوهبها رسول الله منه لخاله حزم بن أبي وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم فولدت عبد الرحمن بن حزن
Bogga 71