209

Kitaabka Taariikhda

كتاب التأريخ

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

وكان من بني المنذر رجل يقال له الاسود وكانت أمه من بني الرباب وكان من الرجال وكان يحضنه أهل بيت من الحيرة يقال لهم بنو مرينا كانوا أشرافا وكان منهم رجل يقال له عدي بن اوس بن مرينا كان ماردا شاعرا وكان يقول للأسود بن المنذر أخي النعمان انك قد عرفت أني لك راج وان طلبتي إليك ورغبتي أن تخالف عدي بن زيد فإنه والله ما ينصحك أبدا فلم يلتفت إلى قوله فلما أمر كسرى عدي بن زيد أن يدخلهم عليه جعل يدخلهم رجلا رجلا فكان يرى رجالا ما رأى مثلهم فإذا سألهم هل تكفوني ما كنتم تكفون قالوا لن نكفيك العرب إلا النعمان فلما دخل عليه النعمان رأى رجلا وسيما فكلمه فقال هل تستطيع أن تكفيني العرب قال نعم قال فكيف تصنع بإخوتك قال أن عجزت عنهم فأنا عن غيرهم اعجز فملكه وكساه وألبسه اللؤلؤ فلما خرج وقد ملك قال عدي بن اوس بن مرينا للأسود دونك قد خالفت الرأي

ومضى النعمان مملكا على عدي بن مرينا فأمر قوما من خاصة النعمان وأصحابه أن يذكروا عدي بن زيد عنده ويقولوا انه يزعم أن الملك عامله وانه هو ولاه ولولاه ما ولي وكلاما نحو هذا فلم يزالوا يتكلمون بحضرة النعمان حتى احفظوا وأغفضوه على عدي بن زيد فكتب النعمان إلى عدي عزمت عليك إلا زرتني فاستأذن كسرى وقدم عليه فلما صار إلى النعمان أمر بحبسه في حبس لا يصل إليه فيه أحد

وكان له مع كسرى أخوان يقال لأحدهما أبي والآخر سمي وكانا عند كسرى وكان أحدهما يسره هلاكه والآخر يحب صلاحه فجعل عدي يقول الشعر في محبسه ويستعطف النعمان ويذكر له حرمته ويعظه بذكر الملوك المتقدمين فلم ينفعه ذلك وجعل أعداؤه من آل مرينا يحملون عليه النعمان ويقولون له أن افلت قتلك وكان سبب هلاكك فلما يئس عدي أن يجد عند النعمان خبيرا كتب إلى أخيه

( أبلغ أبيا على نأيه

وهل ينفع المرء ما قد علم )

Bogga 213