(( والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهدا، وأجر في الإغلال مصفدا، أحب إلي من ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيء من الحطام والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصى الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها. ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين )) (1).
(( وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولأقودن الظالم بخزامته حتى أورده منهل الحق وإن كان كارها )) (2) اختط عليه السلام سياسة العدل دون رجعة فعزل الولاة من بني أمية، وساوى بين الناس جميعا في الأعطيات، ورفض التفاوض أو التنازل عن مبدأ العدالة والحق، فلم يداهن في الحق أو يقر الجور مهما كانت النتائج والعواقب، وقد حاول بعضهم استمالة علي (ع) أن يقر معاوية على الشام، وأن يرفع الأشراف من قريش، ولكن المثل والمبادىء المحمدية (( ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه )) جعلها علي (ع) دستورا لكل من يريد تحقيق العدالة ويصبو إليها فقال (ع): أتامرونني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من المسلمين؟
فوالله لا أفعل ذلك مالاح في السماء نجم، والله لو كان المال لي لسويت بينهم.. فكيف وهو أموالهم )) (3).
لقد وفر عليه السلام للأمة الحياة الكريمة في جميع جوانب الحياة وإليك نماذج من ذلك:
Bogga 42