144

Taariikh

التاريخ

Noocyada

والواقع أنه لم تكن نهاية الدولة الإدريسية بالمعنى المتعارف عليه، بل كانت عملية انحسار من مدينة فاس وما حولها من المناطق فقط، فقد بقي لهم نفوذ في البصرة، وأصيلا وغيرها من المناطق الريفية، وظلوا يواجهون دولتين كبيرتين دولة العبيديين بمصر، ودولة الأمويين بالأندلس، ثم استطاعوا أن يكونوا دولة في جنوب الأندلس وقد مهد لظهور هذه الدولة الإدريسية انحلال الدولة الأموية في قرطبة، وأشبيلية، وغرناطة، الناشئ عن الفساد، والثورات والحروب، والقسوة والشدة من الحكام الأمويين وقد امتد نفوذ هذه الدولة إلى الجزيرة الخضراء، وقرطبة، واشبيلية، وغرناطة وقرمونة، ومن المدن المغربية طنجة وسبتة (وعرفت بالدولة الحمودية) (1)، ومن أشهر مشاهير هذه الدولة؛ علي والقاسم مؤسسا الدولة ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن إدريس، وكذلك يحيى بن علي بن حمود وقد عاشت هذه الدولة إلى منتصف القرن الخامس تقريبا، وقد حاول الحموديون بسط العدل، ونشر الأمان، واقتفاء أثر آبائهم وأجدادهم طيلة فترة حكمهم.

ويذكر المؤرخون أن علي بن حمود (2) ساس الناس بالعدل والحكمة، حتى نقلت في ذلك الأخبار العجيبة وقد قيلت في رثائه إحدى الروائع من غرر الشعر، لأبي عمر أحمد بن دراج القسطلي، وتبدأ هذه القصيدة ببكاء شجي يقول:

لعلك يا شمس عند الأصيل ... شجيت لشجو الغريب الذليل

فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع ... وكوني رسولي إلى ابن الرسول

ثم يصف ما حل بأهل البيت فيقول:

تهاوت بهم مصعقات الرواعد في * مد جنات الضحى والأصيل

بوارق ظلماء ظلم قبيح * دمى من حمى أو دما من قتيل

Bogga 144