130

Taariikh

التاريخ

Noocyada

ويتبين فيها بوضوح حال الطبقة المستضعفة من المؤمنين، وتعكس جانبا من الظلم والإضطهاد الذي لحق بأهل البيت (ع) كما توضح مقدار ما يجب على الإنسان الرسالي أن يتحمله في سبيل إنجاح دعوته وأهدافه ومبادىء الإسلام. كما تجلى في هذه الرحلة قوة وصلابة إيمان الإمام إدريس بن عبدالله (ع) وثقته بربه في أحلك المواقف، وأشدها خطورة، كما يتجلى في موقف راشد إخلاص الرجل المؤمن المتفاني في سبيل الدعوة إلى الله، وتوضح هذه الرحلة إيضا الثقة والطمأنينة بين الإمام (ع) ومولاه راشد، كما تبين أهمية الهجرة لنشر الإسلام وتعاليمة، وكثير من الدروس والعبر يمكن للمرء أن يستخلصها من رحلة هذا الإمام العظيم ودعوته إلى الله سبحانه وتعالى.

لما وصل إدريس بن عبداللله (ع) مدينة وليلي في غرة ربيع أول سنة 172ه نزل على (إسحاق بن عبدالله الأوربي) أمير أوربة وكبيرهم في ذلك الوقت فأجاره وأكرمه وأقام عنده زهاء ستة أشهر تمكن خلالها من نشر دعوته بين قبائل البربر المنتشرة هناك.

ولما عرف البربر فضله ومكانته العلمية وقرابته من رسول الله (ص) اجتمعت عليه قبائل أوربة، ومغيلة، وزناته، ولواته، وسدراته، ونفزة، ومكناسه وغيرها من القبائل وبايعوه بالإمامة وتكونت الدولة الإدريسية.

Bogga 130