129

Taariikh

التاريخ

Noocyada

ولكن العباسيين اشتد طلبهم ومطاردتهم لأهل البيت بعد هذه الوقعة فبحثوا عنهم في كل مكان، وضيقوا عليهم الخناق، مما اضطر أهل البيت للتخفي والتنكر وعدم الإستقرار.

وقد استتر الإمام إدريس بن عبدالله بعض الوقت في مكة، وعندما ألح العباسيون في طلبه فكر في طريقة للخروج مع مولى له يسمى (راشد).

فخرج به راشد وكان عاقلا، شجاعا، أيدا، ذا حزم ولطف في جملة الحجيج، منحاشا عن الناس، بعد أن غير زيه، وألبسه مدرعة وعمامة غليظة، وصيره كغلام يخدمه، إن أمره أو نهاه أسرع في ذلك، فسلما حتى دخلا مصر ليلا (1).

ومن مصر انتقل إدريس (ع) إلى المغرب، ويختلف المؤرخون في الطريقة التي تمكن بواسطتها من الوصول إلى المغرب، فبعضهم يقول أنه سلك طريقا غامضا عن طريق القوافل المارة بمسالخ مصر، وبعضهم يقول أن صاحب بريد مصر أعانهما على ذلك. ووصلا القيروان فأقاما بها فترة من الوقت ثم خرجا إلى المغرب الأقصى فعمد راشد إلى إدريس فألبسه مدرعة صوفية خشنة، وعمامة غليظة وصيره كالخادم له، يأمره وينهاه، كل ذلك خوفا عليه وحياطة له، فلم يزالا على ذلك حتى وصلا إلى مدينة تلمسان، فاستراحا بها أياما، ثم ارتحلا عنها إلى طنجة، فلما وصل إدريس إلى مدينة طنجة، أقام بها أياما، فلم يجد بها مراده، فرجع مع مولاه راشد حتى نزل مدينة وليلي (2).

وكيفما كانت الطريقة التي وصل بها الإمام إدريس (ع) مع مولاه إلى المغرب، فقد كانت الرحلة شاقة ومرهقة تحملا فيها جميع أنواع المصاعب.

Bogga 129