Tarbiyada iyo Waxbarashada Islaamka
التربية والتعليم في الإسلام
Noocyada
وعلوم مباحة:
وهي العلوم المفيدة، ولكن تعلمها ضروري في الحياة الاجتماعية الراقية، كالموسيقى أو التوقيع والخط والتذهيب وما إلى ذلك. (4)
وعلوم محرمة:
وهي العلوم الباطلة المضرة، كالسحر والشعوذة والسيمياء وما إلى ذلك.
186
وقد صنف الإمام الغزالي في الإحياء هذه العلوم تصنيفا آخر، فقال: «بيان العلم الذي هو ضروري»؛ اعلم أن الفرض لا يتميز عن غيره إلا بذكر أقسام العلوم، والعلوم بالإضافة إلى الفرض الذي نحن بصدده تنقسم إلى شرعية وغير شرعية، وأعني بالشرعية ما استفيد من الأنبياء - صلى الله عليهم وسلم - ولا يرشد العقل إليه مثل الحساب، ولا التجربة مثل الطب، ولا السماع مثل الفقه؛ فالعلوم التي ليست بشرعية تنقسم إلى ما هو محمود وإلى ما هو مذموم وإلى ما هو مباح، والمحمود ما يرتبط به مصالح أمور الدنيا كالطب والحساب، وذلك ينقسم إلى ما هو فرض كفاية وإلى ما هو فضيلة وليس بفريضة. أما فرض الكفاية فهو كل علم لا يستغنى عنه في قوام أمور الدنيا كالطب؛ إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان على الصحة، والحساب فهو ضروري في المعاملات وقسم التركات والوصايا والمواريث وغيرها ، وهذه العلوم التي لو خلا البلد عمن يقوم بها جرح أهل البلد، وإذا قام بها واحد كفى وسقط الفرض عن الآخرين؛ فلا تتعجب من قولنا إن الطب والحساب من فروض الكفاية؛ فإن أصول الصناعات أيضا من فروض الكفاية، كالملاحة والحياكة والسياسة والحجامة والخياطة؛ فإنه لو خلا البلد عن الحجام لسارع الهلاك إليهم وخرجوا بتعريضهم أنفسهم للهلاك، فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء وأرشد إلى استعماله وأعد الأسباب لتعاطيه؛ فلا يجوز التعريض للهلاك بإهماله. وأما ما يعد فضيلة لا فريضة فالتعمق في دقائق الحساب وحقائق الطب وغير ذلك مما يستغنى عنه ولكن يفيد زيادة قوة في القدر المحتاج إليه. وأما المذموم منه فعلم السحر والطلسمات وعلم الشعبذة والتلبيسات. والمباح منه علم الأشعار التي لا سخف فيها وتواريخ الأخبار وما يجري مجراه ...
187
فهذا يرشدك إلى بعض مواد التدريس التي كانوا يدرسونها في الدور الثاني من العلم. وقد فصل ابن خلدون في المقدمة مباحث هذه العلوم وأفضل بحوثها وخير الطرق في تعليمها.
188
ولا شك في أن مناهج التعليم الثانوي عند كل قوم هي الأسس التي ينبغي أن توضع لبناء مقومات تلك الأمة وإعداد أبنائها الإعداد الصالح الملائم للحياة التي يحياها أبناء تلك الأمة، وتوجيههم توجيها تقدميا نحو حياة أكمل من حياتهم، أو نحو بيئة اجتماعية أفضل من بيئتهم. فمن ينظر إلى ما ذكرناه فيما سبق عن التربية ومناهج التعليم عند الفرس واليونان والرومان المسيحيين في القديم يجدها تلائم حياتهم والأهداف الاجتماعية التي يسعون إليها؛ فالإسبارطيون كانوا يعنون عناية شديدة بتدريب أبنائهم على الرياضة والحرب لأنهم كانوا قوم قتال، والأثينيون كانوا شديدي العناية بالفلسفة والآداب والبيان والموسيقى لأنهم كانوا يحبون الحكمة والفنون الجميلة، والرومان جمعوا بين المذهبين السابقين لأنهم اقتبسوا مذاهب الحياة ومناهج التعليم عن اليونان، والمسيحيون كيفوا مناهج الدراسة في الكنائس والأديرة والكتدرائيات تكييفا دينيا ممزوجا بما اعتقدوا فيه الصلاح والخير من التراث اليوناني والروماني الوثني القديم، والفرس كذلك رتبوا برامج دراسة أطفالهم دراسة تلائم بيئتهم وتقاليدهم الدينية والاجتماعية؛ أما المسلمون فقد كيفوا مناهج التربية عندهم بحسب بيئتهم الإسلامية الجديدة الممزوجة بتقاليدهم الموروثة مما قبل الإسلام.
Bog aan la aqoon