Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء
قلنا أما تقدم جواب لو لا فجائز مستعمل وسنذكر ذلك فيما نستأنفه من الكلام عند الجواب المختص بذلك ونحن غير مفترقين إليه في جوابنا هذا لأن العزم على الضرب والهم به قد وقع إلا أنه انصرف عنه بالبرهان الذي رآه ويكون تقدير الكلام وتلخيصه ولقد همت به وهم بدفعها لو لا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك فالجواب المتعلق بلو لا محذوف في الكلام كما حذف الجواب في قوله ولو لا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤف رحيم @QUR@
اليقين لترون الجحيم @QUR@
وقال إمرؤ القيس
فلو أنها نفس تموت سوية
ولكنها نفس تساقط أنفسا
أراد فلو أنها نفس تموت سوية لتقضت وفنيت فحذف الجواب تعويلا على أن الكلام يقتضيه ويتعلق به على أن من حمل هذه الآية على الوجه الذي لا يليق بنبي الله وأضاف العزم على المعصية إليه لا بد له من تقدير جواب محذوف ويكون التقدير على تأويله ولقد همت بالزناء وهم بمثله لو لا أن رأى برهان ربه لفعل فإن قيل متى علقتم العزم في الآية والهم بالضرب أو الدفع كان ذلك مخالفا للظاهر قلنا ليس الأمر على ما ظنه هذا السائل لأن الهم في ظاهر الآية متعلق بما لا يصح أن يتعلق به العزم والإرادة على الحقيقة لأنه تعالى قال ولقد همت به وهم بها فتعلق الهم في ظاهر الكلام بذواتهما والذوات الموجودة الباقية لا يصح أن يراد ويعزم عليها فلا بد من تقدير أمر محذوف يتعلق العزم به مما يرجع إليهما ويختصان به ورجوع الضرب والدفع إليهما كرجوع ركوب الفاحشة فلا ظاهر للكلام يقتضي خلاف ما ذكرناه ألا ترى أن القائل إذا قال قد هممت بفلان فظاهر الكلام يقتضي تعلق عزمه وهمه بأمر يرجع إلى فلان وليس بعض الأفعال بذلك أولى من بعض فقد يجوز أن يريد أنه هم بقصده أو بإكرامه أو بإهانته أو غير ذلك من ضروب الأفعال على أنه لو كان للكلام ظاهرا
Bogga 49