Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء
أقول المسعود بجرعاء مالك
وقد هم دمعي أن يلج أوائله
والدمع لا يجوز عليه العزم وإنما أراد أنه كاد وقارب وقال أبو الأسود الدؤلي
وكنت متى تهمم يمينك مرة
لتفعل خيرا تقتفيها شمالكا
وعلى هذا خرج قوله تعالى جدارا يريد أن ينقض @QUR@
يريد الرمح صدر أبي براء
ويرغب من دماء بني عقيل
ومن وجوه الهم الشهوة وميل الطباع لأن الإنسان قد يقول فيما يشتهيه ويميل طبعه إليه ليس هذا من همي وهذا أهم الأشياء إلي والتجوز باستعمال الهمة مكان الشهوة ظاهر في اللغة وقد روي هذا التأويل عن الحسن البصري قال أما همها فكان أخبث الهم وأما همه (ع) فما طبع عليه الرجال من شهوة النساء فإذا كانت وجوه هذه اللفظة مختلفة متسعة على ما ذكرناه نفينا عن نبي الله ما لا يليق به وهو العزم على القبيح وأجزنا باقي الوجوه لأن كل واحد منها يليق بحاله فإن قيل فهل يسوغ حمل الهم في الآية على العزم والإرادة ويكون مع ذلك لها وجه صحيح يليق بالنبي (ع) قلنا نعم متى حملنا اللهم هاهنا على العزم جاز أن نعلقه بغير القبيح ونجعله متناولا لضربها أو دفعها عن نفسه كما يقول القائل قد كنت هممت بفلان أي بأن أوقع به ضربا أو مكروها فإن قيل فأي فائدة على هذا التأويل في قوله تعالى لو لا أن رأى برهان ربه والدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها قلنا يجوز أن يكون لما هم بدفعها وضربها أراه الله تعالى برهانا على أنه إن أقدم على ما هم به أهلكه أهلها وقتلوه أو أنها تدعي عليه المراودة على القبيح وتقذفه بأنه دعاها إليه وضربها لامتناعها منه فأخبر الله تعالى أنه صرف بالبرهان عنه السوء والفحشاء اللذين هما القتل والمكروه أو ظن القبيح به أو اعتقاده فيه فإن قيل هذا الجواب يقضي أن جواب لفظة لو لا يتقدمها في ترتيب الكلام ويكون التقدير لو لا أن رأى برهان ربه لهم بضربها وتقدم جواب لو لا قبيح أو يقتضي أن يكون لو لا بغير جواب
Bogga 48