126

وأما تعلقهم فيها من الكتاب العزيز فبقوله تعالى أنه قال : ( مسني الشيطان بنصب وعذاب ).

وليس لهم حجة في هذا القول ، فإن الأنبياء عليهم السلام ، إذا مسهم ضر نسبوه إلى الشيطان ، على جهة الأدب مع الحق ، سبحانه ، لئلا (1) ينسبوا له فعلا يكره ، مع علمهم أن كلا من عند الله.

قال الخليل عليه السلام : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) [الشعراء : 26 / 80].

وقال الخضر عليه السلام : ( فأردت أن أعيبها ) [الكهف : 18 / 79].

وقال الكليم عليه السلام : ( هذا من عمل الشيطان ) [القصص : 28 / 15].

وقال فتاه عليه السلام : ( وما أنسانيه إلا الشيطان ) [الكهف : 18 / 63].

وقال نبينا صلى الله عليه وسلم (2): «والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك».

يعني ليس إليك يضاف وصفا لا فعلا ، وإن كان الفعل كله من عند الله.

وقال تعالى : ( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) [آل عمران : 3 / 26].

فخرج من مجموع ما ذكرناه أن تعلقهم بالآية في كل ما زوروه من الأقاصيص غير صحيح.

فصل

[استطراد إلى قصة مريم وتبيين أن مقامها عند هز الجذع ليس أقل من مقامها في الغرفة].

Bogga 136