125

وجاء في الأثر أن الشيطان تحداه بأنه لو سلط عليه لضجر وسخط حكم الله تعالى ، فسلط على ماله وولده وجسده إلا قلبه ولسانه فصبر صبرا أثنى الله به عليه إلى يوم القيامة في قرآن يتلى ، فقال تعالى : ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ) [ص : 38 / 44] ، وبقي الشيطان خائب الصفقة خزيان. فلما نادى ربه شاكيا بالشيطان وبما ناله منه ، أجابه بالإقالة من شكيته وأمره أن يركض الأرض برجله حتى يريه بركة صبره فقال : ( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ) [ص : 38 / 42] فعجل له في الدنيا مثلا لعين الحياة التي بين الجنة والنار يغتسل فيها المعذبون ويشربون منها فيخرجون مطهرين من كل بؤس ظاهرا وباطنا ، كما جاء في الخبر (1).

فمس أيوب عليه السلام الأرض برجله فنبع منها الماء فشرب منه فبرئ ما كان في باطنه من دقيق السقم وجليله ، واغتسل فبرئ من ظاهره أتم براءة ، فما كان يرسل الماء على عضو إلا ويعود في الحين أحسن ما كان قبل ، بإذن الله تعالى.

ورد الله عليه ماله وولده ، وولد له مثل عددهم.

قال الله تعالى : ( وآتيناه أهله ومثلهم معهم ) [الأنبياء : 21 / 84].

وهذه القصة على رونق فيها ، لكونها متعلقة بالكتاب ، جائزة في العقل ، لكنها غير لائقة بمنصب النبوة. وحاشى لله أن يسلط عدوه على حبيبه بمثل هذه السلطة حتى يتحكم في ماله وولده وجسده بالبلاء والتنكيل.

Bogga 135