Tanwir al-Cuqul
تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟
Noocyada
فقالوا إن لقوله - صلى الله عليه وسلم - فإن لم تكن تراه فإنه يراك معاني كثيرة ، أولها على ظاهره فإن لم يكن تراه - ألف بعد الراء - فإنه يراك ، والمعاني الباطنة فإن لم تكن تره - بحذف الألف- فإنه يراك أي كأنك لم تكن ناسيا كونك وجميع[27/أ] الكائنات بقوة المشاهدة بالحضرات الصفاتية ، فإنه يراك أي سمعك الذي تسمع به ، وبصرك الذي تبصر به ، ولسانك التي تنطق بها ، ويدك التي تبطش بها ، ويشاهدك من ملكوت عالم الغيب من لا يعلم .
وأخذوا معرفة ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورته" (¬1) ، فكثير من العلماء ظن أن المعنى على صورته التي خلقه عليها (¬2) ،
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في (79- كتاب الاستئذان 10- باب بدأ السلام ) ص1116 ، رقم 6227 ، و مسلم في (45- كتاب البر و الصلة و الآداب 39- باب خلق الإنسان خلقا لا يتمالك ) ص2611، رقم 1111، و أحمد ص553، رقم 7319 ، و عبد الرزاق في المصنف (9/444) رقم 445 ، و ابن حبان في صحيحه (13/18) ، رقم 5710 ، و أبو عوانة (1/160 ) رقم 464 ، و الحميدي (2/476) رقم 1120 ، و عبد بن حميد ص283 ، رقم 900
(¬2) جاء في كتاب الترتيب في الجزء الثالث :
104- قال: وأخبرنا بشر المريسي عن محمد بن يعلي قال أخبرنا الحسن بن دينار عن خصيب بن جحدر عن اسحق بن عبدالله أن الحارث بن نوفل قال : قلت لابن عباس : سمعت أبا هريرة يقول : " خلق الله آدم على صورته وهو ستون ذراعا" ، قال ابن عباس : صدق أبو هريرة، خلق الله آدم على صورته التي في علمه أنه يخلقه عليها لم يحوله منها إلى غيرها، قال بشر ومعنى آخر خلق الله آدم على صورته التي كان في علمه أن يخلقه عليها بالغا لم ينقله من نطفة إلى علقة ولا من علقة إلى مضغة ولا من مضغة إلى عظام، ومعنى آخر وذلك أن الله كان ولا شيء غيره وقد علم ما يخلق منه الصور والبقاع والأرواح والرسل واصطفى الله آدم على صورته أي الصورة المصطفاة المعلومة،...." انظر : يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ، كتاب الترتيب ، مكتبة مسقط ، سلطنة عمان "1(1424ه - 2003م) (3/374) .
أما ابن العثيمين من علماء السلفية المعاصرين ، فينص على أن للحديث معنيان : الأول : أن الله خلق آدم على صورته - سبحانه و تعالى - ، وعلل ذلك بقوله : أنه لا يلزم من كون الصورة مماثلة للشيء من كل وجه ، وذلك هربا منه من الآية : " ليس كمثله شيء " [ الشورى :18] و المعنى الثاني : أن الإضافة في الحديث من باب إضافة المخلوق إلى خالقه ، و فسر الحديث بقوله : " فقوله " خلق آدم على صورته " يعني : صورة من الصور التي خلقها الله وصورها كما قال تعالى : " و لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم" [ الأعراف :11] و المصور آدم إذا : فآدم على صورة الله ، يعني : أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات " ثم رجح المعنى الأول ، وهو ما يوافق مذهبه السلفي المجسم ، انظر : محمد صالح العثيمين ، شرح العقيدة الواسطية ، دار الثريا - المملكة العربية السعودية - الرياض ، ط1(1421ه - 2000م) ، ص86-89.
Bogga 82