151

Tanwir al-Cuqul

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

Noocyada

فإن قال هذه حجة عليك لا لك ؛ لأن البيت النظمي الذي نظمه العقل لم يتكلم العقل به بحروف و لا كلام و هو المؤلف له[120/ب] ، و ذلك كلامه و لفظه اللساني ليس هو حقيقته ، فالجواب : إن كلام ذات الله لا يعرف هذا الدليل ؛ لأن العقل تقول فيه على وجه المثال أنه على هذا مستطيعا عليه ، و إن كان قد لا يستطيع و لكن قلنا هذا على سبيل المثل ، و متى أراد أن ينظم بيت شعر ، و نظمه فهو من فعل القلب ؛ لأنه ألفه و جمعه ، و النظم و التأليف لا يشك أحد أنه من الأفعال ، و أصله من أفعال القلب ، و لو لم يكن حروفا فلا يقال أن ذلك الذي نظمه هو صفة العقل بل صفة دالة على العقل على أنه يستطيع نظم الشعر و تأليفه و وزنه ، فلم يكن حقيقة نظم البيت قبل أن ينظم حروفا أنه صفة للعقل ، بل صفة العقل أنه مستطيع النظم إذا أراده و أمده الله بالإعانة على ما أراده حين عمله له ، و ليس كذلك كلام العقل الذي هو أوامره للأعضاء فلا تأليف فيه و لا نظم ، فهو أقرب دليلا على معرفة كلام ذات الله أنه لا [...........] (¬1) هو نظم و لا تأليف و لا يشبه كلام مخلوقاته فاعرف ذلك .

¬__________

(¬1) هنا كلمة غير واضحة.

Bogga 152