279

الاعتراض الرابع : من جهة المعنى ، وذلك أن قوله : (( من سالم الجمع )) يقتضي خروج الوصف الجاري على الله - تبارك وتعالى - بصورة الجمع السالم ، كقوله تعالى : { وكفى بنا حاسبين }(¬1)، وقوله تعالى : { وإنا له? لحافظون }(¬2)وغير ذلك ، مع أنه(¬3)محذوف باتفاق ، وإنما قلنا يقتضي كلام الناظم خروج هذا القسم ، لقوله : ((من سالم الجمع)) ، والله - تبارك وتعالى - واحد لا جمع ، يقتضي كلامه أن هذا الوصف الجاري على الله - تبارك وتعالى - ثابت ، لأن الله - تعالى - ليس بجمع ، وإنما هو واحد لا شريك له .

فالجواب عنه : أن هذا اللفظ نزله الله - تبارك وتعالى - على نفسه منزلة(¬4)المذكر السالم ، فحكمه حكم المذكر السالم باتفاق أصحاب الرسم ، لأن المعتبر هاهنا اللفظ دون المعنى .

الاعتراض الخامس : من جهة المعنى - أيضا - ، وذلك أن قوله : (( من سالم الجمع )) يقتضي خروج جمع المؤنث السالم إذا سمي به مفرد ، لأنه بعد التسمية مفرد ، وليس بجمع ، كقوله تعالى : { فإذا أفضتم من عرفات }(¬5)،لأن هذا اللفظ علم مكان مخصوص(¬6)، كقولهم : " أذرعات " لمكان مخصوص .

فالجواب عنه أن تقول : هذا اللفظ هو جمع المؤنث السالم قبل التسمية ، فلما سمي به [بقي](¬7)محكيا على حاله قبل [التسمية](¬8)، فالتنوين فيه تنوين الحكاية والمقابلة لنون جمع المذكر السالم .

وفي إعراب هذا النوع ، ثلاثة أقوال :

المشهور منها : إعرابه كإعراب جمع المذكر السالم بالتنوين مطلقا .

الثاني : أن يعرب إعراب جمع المؤنث السالم من غير تنوين مطلقا .

Bogga 343