237

Hordhac Taariikhda Falsafada Islaamka

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

Noocyada

31

جاء في كتاب «مختصر جامع بيان العلم»: «وعن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي في قوله تعالى:

فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء ، قال: الخصومات بالجدل في الدين.»

وهذا يتفق مع قول كثير من المفسرين، كالزمخشري، والبيضاوي (المتوفى سنة 791ه/1389م).

كان لهذه المعاني الدينية التي قررها الإسلام منذ نشأته أثرها العظيم في توجيه النظر العقلي عند المسلمين في عهدهم الأول، فكرهوا البحث والجدل في أمور الدين دون أمور الأحكام الفقهية.

وفي كتاب «تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة الدينوري (المتوفى سنة 276ه/878-879م) بصدد الطعن على المختلفين في أصول الدين: «قال أبو محمد: لو كان اختلافهم في الفروع والسنن لاتسع لهم العذر عندنا، وإن كان لا عذر لهم، مع ما يدعون لأنفسهم كما اتسع لأهل الفقه، ووقعت لهم الأسوة بهم، ولكن اختلافهم في التوحيد. وفي صفات الله - تعالى - وفي قدراته. وفي نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار، وعذاب البرزخ. وفي اللوح. وفي غير ذلك من الأمور التي لا يعلمها إلا نبي بوحي من الله تعالى.»

32

فالمسلمون في الصدر الأول كانوا يرون ألا سبيل لتقرير العقائد إلا بوحي، أما العقل فمعزول عن الشرع وأنظاره، كما يقول ابن خلدون.

وكانوا يرون أن التناظر والتجادل في الاعتقاد يؤدي إلى الانسلاخ من الدين، فقررت عقائد الدين في القرآن الكريم المقطوع به في الجملة والتفصيل.

وقد عرض القرآن للرد على من جادلوا في بعض ما جاء به من العقائد بأساليب تناسب حالهم، مثل:

Bog aan la aqoon