200

Hordhac Taariikhda Falsafada Islaamka

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

Noocyada

صلى الله عليه وسلم ، مالك أم أبو حنيفة؟ قال: مالك، لكن صاحبنا أقيس. فقلت: نعم، ومالك أعلم بكتاب الله - تعالى - وناسخه ومنسوخه، وسنة رسول الله

صلى الله عليه وسلم

من أبي حنيفة، فمن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسوله كان أولى بالكلام.»

185

كان هذا الحجاج عن مذهب مالك في قدوم الشافعي إلى العراق أول أمره، وأقام الشافعي في العراق زمنا غير قصير، درس فيه كتب محمد بن الحسن وغيره من أهل الرأي فيما درس في العراق، ولازم محمد بن الحسن، ورد على بعض أقواله وآرائه مناصرة لأهل الحديث.

ولا شك أن الشافعي في ذلك العهد كان متأثرا بمذهب أهل الحديث، ومتأثرا بملازمة عالم دار الهجرة؛ فهو كان يدافع عن مذهبه هو، مع دافع من حميته لأستاذه وأنصار أستاذه من المستضعفين.

أما البزار الكردري فهو يروي في سبب اختلاف الشافعي على محمد بن الحسن وصحبه روايات يلمز بها قدرة الشافعي على الدخول في مداخل أهل الرأي تارة، ويطعن بها في وفاء الشافعي لمن أحسن إليه أحيانا؛ فهو يقول: «عن علي بن الحسين الرازي قال: اجتمع في عرس هو وسفيان بن سحبان، وفرقد، وعيسى بن أبان، وأخذوا في مسألة في الوصايا غامضة وفيهم الشافعي، فدخل في نكتة من المسألة غامضة، فظن الإمام الشافعي أنه فطن للمسألة ولم يكن كذلك، فجره سفيان إلى أغمض منها حتى تحير، ولم يتهيأ له الكلام، فحكي ذلك لمحمد فقال: ارفقوا به؛ فإنه جالسنا وصحبنا، ولا تفعلوا به هذا.»

186

ويقول أيضا: «عن عبد الرحمن الشافعي: لم يعرف الشافعي لمحمد حقه، وأحسن إليه فلم يف له، وعن إسماعيل المزني قال الإمام الشافعي: حبست بالعراق لدين، فسمع محمد بي فخلصني، فأنا له شاكر من بين الجميع، وعن ابن سماعة قال: أفلس الشافعي غير مرة، فجاء إلى محمد فحدث أصحابه فجمع له مائة ألف، فكان فيه قضاء حاجته، ثم أفلس مرة أخرى فجمع له سبعين ألف درهم، ثم أتاه الثالثة فقال لا أذهب مروءتي من بين أصحابي، ولو كان فيك خير لكفاك ما جمعته لك ولعقبك، وكان قبل هذا مولعا بكتبه يناظر أوساط أصحابه ويعد نفسه منهم، فلما أتى محمدا الثالثة أظهر الخلاف.»

187

Bog aan la aqoon