302

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والتوحيل اما لخروجه عن صفاته الذاتية أو حصول ما ينافيها ويضادها مثل كونه مقابلا أو من جنس المرئيات، ولما كان ذلك محالا كان القول بالرؤية محالا، فهذا تمام الاستدلال بالآية من هذين الوجهين المسلك الرابع أن الله ما ذكر سؤال رؤية في موضع إلا واستعظمه.

وذلك في ثلاث آيات: أحدها قوله تعالى: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا) (1)، فوصف الله تعالى من سأل الرؤية بكونه عاتيا مستكبرا، ولو كانت صحيحة لم يصف طالبها بالعتو والاستكبار، ال بل بكونه طالبا نازلا منزلة من طلب سائر المعجزات.

وثانيها قوله تعالى: ( يسألك أفل الكتاب أن تنؤل عليهم كتابا من السماء فقذ سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم)(2)، فسمى سؤالهم للرؤية ظلما، وعاقبهم في الحال، فلو كانت الرؤية ممكنة لم يعاقبوا على طلبها.

وثالثها قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)(3) فعاقبهم الله برمي الصواعق لما سألوا ما لا يمكن، فلو طلبوا مكنا لم يعاقبوا كما لو طلبوا معجزة زائدة.

ا- سورة الفرقان: آية 21.

2- سورة النساء: آية 153.

3- سورة البقرة: آية55.

Bogga 302