67

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Baare

عماد الدين أحمد حيدر

Daabacaha

مؤسسة الكتب الثقافية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Goobta Daabacaadda

لبنان

وَالْمَوْت والغفلة وَالنَّوْم وَغير ذَلِك من الْآفَات الدَّالَّة على نقص من جَازَت عَلَيْهِ وحدوثه وَلِأَنَّهُ لَو كَانَ سُبْحَانَهُ فِي أَوله مفكرا مُرْتَابا شاكا لاستحال أَن يعلم وَأَن تقع مِنْهُ الْأَفْعَال المحكمة الدَّالَّة على الْعلم وَالْقَصْد وَذَلِكَ بَاطِل بِمَا قدمْنَاهُ فَإِن قَالُوا مَا أنكرتم أَن يكون قد خلا فِي الْقدَم من الْفِكر وَالشَّكّ وَالْعلم وَالْجهل قيل لَهُم لَو جَازَ ذَلِك عَلَيْهِ مَعَ صِحَة وجود الْعلم لَهُ وجوازه عَلَيْهِ لجَاز خلوه تَعَالَى فِي الْقدَم من الْحَيَاة وَالْمَوْت وَالْقُدْرَة وَالْعجز وَذَلِكَ بَاطِل من قَوْلنَا وقولكم ففسد مَا قلتموه فَأَما حُدُوث الْفِعْل عَن عُقُوبَة فَإِنَّهُ أَيْضا بَاطِل لِأَن الْعقُوبَة الَّتِي ذكرْتُمْ لَو كَانَت ثَابِتَة لكَانَتْ فعلا وعرضا من الْأَعْرَاض ومحال وُقُوع شخص الشَّيْطَان أَو غَيره من الْعرض على سَبِيل الِابْتِدَاء للْفِعْل والتوليد كَمَا يَسْتَحِيل حُدُوث سَائِر الْأَشْخَاص من الْأَعْرَاض على هَذِه السَّبِيل مَسْأَلَة فِي نقض الْمَجُوس ثمَّ يُقَال لَهُم خبرونا عَن الشَّك أَو التفكر أَو الْعقُوبَة الَّتِي حدث مِنْهَا الشَّيْطَان أمحدث ذَلِك أم قديم فَإِن قَالُوا بقدم هَذِه الْأُمُور ألزموا إِحَالَة كَون الْبَارِي عَالما وَأوجب عَلَيْهِم قدم الْجَهْل ثمَّ قيل لَهُم فَإِن كَانَ الشَّك والفكر والعقوبة الَّتِي عَنْهَا كَانَ الشَّيْطَان قديمَة فَمَا أنكرتم أَن يكون الشَّيْطَان قَدِيما لقدم مَا كَانَ عَنهُ فَإِن مروا على ذَلِك تركُوا قَوْلهم بحدوثه وَلَا خلاص لَهُم من ذَلِك

1 / 89