49

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Baare

عماد الدين أحمد حيدر

Daabacaha

مؤسسة الكتب الثقافية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Goobta Daabacaadda

لبنان

المريد منا مرِيدا والقاصد قَاصِدا وَأَنه بِالصّفةِ الَّتِي إِذا كُنَّا نَحن عَلَيْهَا سمينا قَادِرين عِنْد أَحْوَال تظهر مِنْهُم لَيست بِأَسْبَاب لكَوْنهم قَادِرين وَلَا دَالَّة على ذَلِك وَلَكنَّا نضطر عِنْد مشاهدتها وَالْعلم بهَا إِلَى كَونهم قَاصِدين وَأَنَّهُمْ بِصفة القادرين على سَبِيل وضع الْعَادة ومستقرها كَمَا نضطر إِلَى خجل الخجل ووجل الوجل وشجاعة الشجاع أَو جبن الجبان عِنْد أُمُور تظهر مِنْهُم لَيست بِأَسْبَاب الشجَاعَة والجبن وَلَا دَالَّة عَلَيْهَا وَلَكِن الْعَادة جَارِيَة بِحُصُول الْعلم الضَّرُورِيّ بأحوالهم عِنْد حُصُولهَا وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك وَلم نَكُنْ مضطرين إِلَى الْعلم بِأَن النُّجُوم مختارة قادرة حَيَّة وَلَا عَالمين بذلك من جِهَة الِاسْتِدْلَال لفقد الدَّلِيل عَلَيْهِ ثَبت أَنه لَا سَبِيل لَهُم إِلَى الْعلم بِأَنَّهَا حَيَّة قادرة وعَلى أَنه لَو قَالَ قَائِل إِن مَا يظْهر من حركات النُّجُوم وسيرها ودوران الْفلك على نمط وَاحِد وسجية وَاحِدَة غير مُخْتَلفَة يدل على أَنَّهَا مجبولة على ذَلِك ومضطرة إِلَيْهِ ومطبوعة عَلَيْهِ على قَول أَصْحَاب الطباع لَكَانَ ذَلِك أقرب لِأَن المطبوع المجبول على الْفِعْل من شَأْنه أَن يكون مَا يضْطَر إِلَيْهِ على سجية وَاحِدَة وَلَيْسَ كَذَلِك الْمُتَصَرف بِاخْتِيَارِهِ لِأَنَّهُ يفعل الشَّيْء وضده وخلافه فتأثيرات هَذِه النُّجُوم لما تؤثره على سنَن وَاحِد يجْرِي مجْرى تَأْثِير النَّار والثلج للتسخين والتبريد على سجية وَاحِدَة وتأثير الطَّعَام وَالشرَاب وَمَا جرى مجْرى ذَلِك فَمَا ظهر من حركاتها أقرب إِلَى أَن يدل على قَول أَصْحَاب الطباع فَأَما اسْتِدْلَال من اسْتدلَّ مِنْهُم على حَيَاة الْفلك الْأَعْظَم وَهَذِه الأفلاك الَّتِي دونه لعظم أجرامها وضيائها وإشراقها وعلو شَأْنهَا فَإِنَّهُ من وساوس النُّفُوس وَذَلِكَ أَن عظم الْجِسْم وعلو مَكَانَهُ وَشدَّة إشراقه وضيائه لَا يدل على كَونه حَيا وَكَذَلِكَ ظلمَة الْجِسْم ولطافته وَصغر شَأْنه لَا يدل على الْمَنْع من كَونه حَيا لِأَنَّهُ قد يكون

1 / 71