146

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Tifaftire

عماد الدين أحمد حيدر

Daabacaha

مؤسسة الكتب الثقافية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Goobta Daabacaadda

لبنان

أَن اللِّسَان الَّذِي نزل بِهِ لسانهم وَمَعَ الْعلم بِمَا هم عَلَيْهِ من عزة الْأَنْفس وَعظم الأنفة وَشدَّة الحمية والحرص على تَكْذِيبه وتشتيت جمعه وتفريق النَّاس من حوله والتوفر على إكذابه وَمَا عره وغض مِنْهُ وخروجهم إِلَى مَا خَرجُوا إِلَيْهِ مَعَه من الْحَرْب والمسايفة وَحمل الْأَنْفس على إِرَاقَة الدِّمَاء وَالْخُرُوج عَن الديار ومفارقة الأوطان
فَلَو كَانُوا مَعَ ذَلِك قَادِرين على معارضته أَو مُعَارضَة سُورَة مِنْهُ لسارعوا إِلَى ذَلِك ولكان أَهْون عَلَيْهِم وأخف من نصب الْحَرْب مَعَه والجلاء عَن الأوطان وَتحمل الْأَهْوَال وَالصَّبْر على الْقَتْل وألم الْجراح وَاحْتِمَال الذل والعار لِأَنَّهُ قد كَانَ ﷺ مكنهم من تَكْذِيبه من وَجْهَيْن أَحدهمَا قَوْله لن تَأْتُوا بِمثلِهِ وَالْآخر قَوْله إِن أتيتم فلجتم وَكنت مُبْطلًا وكنتم المحقين هَذَا مَعَ تِلَاوَته عَلَيْهِم فِي نَص التَّنْزِيل قَوْله ﴿وَمَا كنت تتلو من قبله من كتاب وَلَا تخطه بيمينك إِذا لارتاب المبطلون﴾
وَلَو عرفوه بذلك أَو بِصُحْبَة أهل الْكتب ونقلة السّير ومداخلة أهل الْأَخْبَار ومجالسة أهل هَذَا الشَّأْن لم يَلْبَثُوا أَن يَقُولُوا لَهُ هَذَا كذب لِأَنَّك مَا زلت مَعْرُوفا بِصُحْبَة أهل الْكتب ومجالستهم وقصدهم إِلَى مواضعهم ومواطنهم ومجاراتهم وَالْأَخْذ عَنْهُم والاستفادة مِنْهُم

1 / 168