Tamhid Awail
تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
Tifaftire
عماد الدين أحمد حيدر
Daabacaha
مؤسسة الكتب الثقافية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
Goobta Daabacaadda
لبنان
الأمارات ويورد من الْإِيمَاء والإشارات مِمَّا يُمكن التَّوَصُّل بِهِ إِلَى معرفَة مَا غَابَ عَن الضَّرُورَة والحس وَمِنْه سمي دَلِيل الْقَوْم دَلِيلا وَصمت الْعَرَب أثر اللُّصُوص دَلِيلا عَلَيْهِم لما أمكن معرفَة مكانهم من جِهَته وَمِنْه وسمت الأميال والعلامات المنصوبة والنجوم الهادية أَدِلَّة لما أمكن أَن يتعرف بهَا مَا يلْتَمس علمه
وَإِنَّمَا سمي ناصب الْآيَات والأمارات الَّتِي يُمكن التَّوَصُّل بهَا إِلَى معرفَة الْمَعْلُوم دَلِيلا مجَازًا واتساعا لما بَينه وَبَين الدَّلِيل الَّذِي هُوَ الأمارات والتأثيرات من التَّعَلُّق وَإِنَّمَا الدَّلِيل فِي الْحَقِيقَة هُوَ مَا قدمنَا ذكره من الْأَسْبَاب المتوصل بهَا إِلَى معرفَة الْغَائِب عَن الضَّرُورَة والحواس من الأمارات والعلامات وَالْأَحْوَال الَّتِي يُمكن بهَا معرفَة المستنبطات وَهَذَا الدَّلِيل وَصفنَا حَاله هُوَ الدّلَالَة وَهُوَ الْمُسْتَدلّ بِهِ وَهُوَ الْحجَّة
وَأما الِاسْتِدْلَال وَالنَّظَر فَهُوَ تَقْسِيم الْمُسْتَدلّ وفكره فِي الْمُسْتَدلّ عَلَيْهِ وتأمله لَهُ وَقد يُسمى ذَلِك أَيْضا دَلِيلا وَدلَالَة مجَازًا واتساعا لما بَينهمَا من التَّعَلُّق وَقد تسمى الْعبارَة المسموعة الَّتِي تنبىء عَن اسْتِدْلَال الْقلب وَنَظره وتأمله نظرا واستدلالا مجَازًا واتساعا لدلالتها عَلَيْهِ وَقد ذكرنَا صُورَة الِاسْتِدْلَال بِتَغَيُّر الْأَجْسَام على إِثْبَات صانعها وتقصينا طرفا من الْكَلَام فِي الْأَبْوَاب الَّتِي قدمنَا ذكرهَا فِي كتاب كَيْفيَّة الاستشهاد فِي الرَّد على أهل الْجحْد والعناد بِمَا نستغني بِهِ عَن الترداد
بَاب الْكَلَام فِي أَقسَام المعلومات
جَمِيع المعلومات على ضَرْبَيْنِ مَعْدُوم وموجود فالموجود هُوَ الشَّيْء الثَّابِت الْكَائِن لِأَن معنى الشَّيْء عندنَا أَنه مَوْجُود يدل على ذَلِك قَول أهل
1 / 34