... قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزة ممطول معنى غريمها / فأعمل الثاني لما كان أقرب ، والدليل على ذلك أنه لم 17 أيبرز له ضميرا ، ولو أنه أعمل الأول ، وهو ممطول ؛ لافتقر إلى إبراز الضمير الراجع إلى اسم المفعول ، الذي ناب عن الفعل ، وكان يكون تقدير الكلام ، وجوازه : ممطول معنى غريمها هو ، فلما لم يكن كذلك ، لم يحتج إلى ضمير ، والنحويون يجمعون على أن الفعل إذا جرى على غير من هو له ، أبرز له ضمير يعود إليه ، ومما يستدل البصريون به قوله سبحانه وتعالى : [قال آتوني أفرغ عليه قطرا ] (¬1) .
مسألة ... : في منع من عكس الضمير في قولهم : مرتبة الفاعل أن تكون / مقدمة ، كقولك : ضرب زيد غلامه ، فزيد هو 17 ب الفاعل ، إذ له رتبة التقديم ، وغلامه هو المفعول ، إذ هو ثانيه ، والضمير المتعلق به يعود إلى زيد الفاعل ، فقد صحت المسألة في هذا الوجه ، فإن قال : ضرب زيدا غلامه ، فزيد مفعول لامه إلا أنه وإن كان في الرتبة آخرا ، فقد حصل هاهنا مقدما ، فالضمير عائد إليه في حال اللفظ ، فقد جوزوا ذلك ، فأما قولهم : ضرب غلامه زيدا ، فإنه لا يجوز أصلا ؛ لأن الضمير المتعلق بالغلام عائد إلى زيد المفعول به ، وهو مؤخر في اللفظ والمعنى ، فلا تجوز هذه المسألة من حيث انعكاس الضمير ، وأما قول امرئ القيس فإنه لا انعكاس فيه ، وهو (¬2) : ( من الطويل )
Bogga 18