والتغييرات تكون بالموازنة والموافقة والإبدال والتشبيه، وبالجملة: بإخراج القول غير مخرج العادة، مثل: القلب والحذف والزيادة والنقصان والتقديم والتأخير وتغيير القول من الإيجاب إلى السلب ومن السلب إلى الإيجاب، — وبالجملة: من المقابل إلى المقابل، وبالجملة: بجميع الأنواع التى تسمى عندنا مجازا. فالحذف مثل قوله تعالى: «واسأل القرية...» وقوله: «ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى». والقلب مثل قول القائل: فلان من أجل بنيه، لا بنوه من أجله؛ والسنة سبب الإنسان، لا الإنسان سبب السنة. والتقديم والتأخير مثل قوله تعالى: «ولم يجعل له عوجا قيما»، وقوله: «وإذ ابتلى ابرهيم ربه». والزيادة مثل قوله: «تنبت بالدهن»، ومثل قوله تعالى: «ليس كمثله شىء»، ومثل قوله: «ولا طائر يطير بجناحيه». ومثال التغيير من الإيجاب إلى السلب قول القائل: «ما فعله أحد إلا أنت» بدل قوله «أنت فعلته». ومن هذا المعنى قول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
فانه أوجب لهم الفضائل بنفى العيوب، واستثنى منها ما ليس بعيب، على جهة تسمية الشىء باسم ضده.
ومن التغييرات اللذيذة جمع الأضداد فى شىء واحد، كقوله:
فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم
وكون الضد سببا لضد كقوله تعالى :«ولكم فى القصاص حياة». وليس يخفى عليك أنواعها البسيطة والمركبة المحصورة فى هذه الكليات. ويشبه أن يكون إحصاء أنواعها الأخيرة عسيرا جدا. ولذلك اقتصر هنا على الكليات فقط.
Bogga 244