الفصل الثالث : يخبر فيه بالسبب الذي من جهته كان الفعل والانفعال يوجد للامور الطبيعية.
الفصل الأول
21 قال :
إن بعض القدماء قالوا إن الانفعال إنما يكون في الأشياء الموجودة من جهة ان فيها ثقبا ينفذ فيها الفاعل الاخير. قالوا وبهذا الوجه كان انفعال سائر الحواس ، وذلك انا انما نبصر بأن ينفذ البصر في الهواء وفي الماء وفي الاجرام المشفة / وذلك في الثقب الموجودة فيها. وهذه الثقب لا ترى لصغرها ، وهي متراصة منظومة معتدلة ، وهي أكثر فيما كان من الاجسام اكثر شفافة. فقوم ذهبوا هذا المذهب في اعطاء سبب [بعض] الأشياء التي تظهر في الامور الطبيعية / ، وذلك ان الثقب عندهم هي سبب الانفعال وسبب المخالطة ، وسبب النمو. وممن ذهب هذا المذهب ابن دقليس وهؤلاء لم يسلكوا سبيلا واحدا في اعطاء اسباب جميع ما يظهر في الموجودات الطبيعية من سائر التغايير مثل الكون والفساد والاستحالة ، وإن الثقب ليس يمكن أن تكون سببا لهذين التغيرين أعني الكون والاستحالة. وأما الذين سلكوا في ذلك سبيلا واحدا وراموا اعطاء ذلك من جهة واحدة فهم آل لوقيس وآل ديمقراطيس القائلون بالاجزاء التي لا تتجزأ فإن هؤلاء جعلوا نظرهم من الامور المحسوسة وهي المبادي
Bogga 69