شبيهة ، قال والدليل على ذلك أنه لا يجوز في الأشياء المختلفة المتضادة أن ينفعل بعضها عن بعض فإن الضد لا يقبل ضده ، مثال ذلك لا تقبل الحرارة البرودة ولا البرودة الحرارة. وإذا لم تنفعل الاضداد بعضها عن بعض فالاشياء المنفعلة هي المتشابهة المتفقة.
19 قال :
فهذا ما أخذناه عن القدماء من هذين الرأيين المتناقضين والدليلين اللذين يتعللوا بهما. والسبب بهذا التناقض انه لم يلحظوا الأمر من جميع جهاته بل لحظوا هؤلاء الامر من جهة وهؤلاء من جهة ، ولذلك قول الواحد منهما صادق بالجزء وكاذب بالجزء. وذلك أنه إذا تؤمل الامر بالاقاويل البرهانية وجد أن الشيء يلزم أن يفعل في الشيء من جهة ما هو ضد وأن ينفعل عنه الشيء من جهة ما هو شبيه ، وذلك أنه ليس يمكن أن يفعل الشيء في احدهما في الشيء من جهة ما هو شبيه فإنه كما قال القدماء / ليس احدهما أولى بان يفعل في صاحبه من الآخر. ولو وجد الشبيه يفعل في شبيهه لكان الشيء يفعل في نفسه. ولو كان ذلك كذلك لم يكن هاهنا شيء غير فاسد ولا متحرك لان كل شيء يحرك ذاته ويفسد ذاته. وإذا لم يفعل الشيء بما هو شبيه فهو ضرورة يفعل بما هو مخالف ، وكذلك يظهر انه لا ينفعل الشيء من جهة ما هو مخالف وأنه لو انفعلت الأشياء المختلفة بعضها من بعض لا نفعل كل شيء [عن كل شيء] ، وهو ظاهر أنه لا ينفعل كل شيء عن كل شيء ، فإنه لا / يمكن أن ينفعل البياض عن الخط ولا الخط
Bogga 64