توجد في الهواء إذا كان من الماء ليس نموا لا للماء ولا للهواء لأن هذا التغير الذي يوجد لهما (1) من النقصان إلى الزيادة ليس له (2) موضوع واحد ، وقد قلنا ان النمو له موضوع واحد وقيل أن الجسم المشترك للماء والهواء هو الموضوع لهذا النمو انفسد عليه ان يكون هذا نموا بالأصل الثاني وهو أن النمو إنما يكون بورود شيء من خارج. فهذا مقدار الشكوك التي أتى بها فيما منه ينمو النامي وكيف ينمو.
وهنا أيضا شك آخر في النامي إذا سلمنا أنه شيء بالفعل وهو هل النامي هو الشيء الواحد أم الشيء الذي يرد عليه ، مثال ذلك ان الساق إذا نمت بالغذاء هل الغذاء هو النامي أم الساق أم كلاهما؟ وهذا الشك ينحل بقرب ان الجوهر من احدهما يثبت ويبقى وهو الساق ، والآخر لا يثبت بل يستحيل وهو الغذاء ، فإن النمو إنما ينسب للباقي<للنامي> لا للمستحيل. مثال ذلك ان الشراب الذي في الدن إذا صب فيه ماء ولم يغير فعله قلنا فيه أنه ينمو ، وكذلك نقول فيه دائما ما دام يفعل فعل الشراب ولا نقول ذلك في الماء الذي نصبه فيه لأنه يستحيل. وكذلك متى استحال شيء عن شيء استحالة فابطل جوهره لم تنسب الاستحالة إلى ذلك الشيء الذي بطل وجوده ، وإنما ينسب إلى الشيء الذي بقي موجودا ، مثال ذلك ان الغذاء الحار إذا ورد البدن استحال منه إلى حرارة وبطل جوهر الغذاء. وبحق ما ينسب إلى الاستحالة في مثل هذا ، والنمو إلى الشيء
Bogga 47