============================================================
الأول من تجريد الاغانى
وتب عروة وصاح بالإبل فأقتطع منها نحوا من النصف ومضى، ورجا ألا يتبعه الغلام وهو غلام حين بدا شاربه - فاتبعه فلحقه . فعالجه فضرب به الأرض فوقع قائما . فتخوفه على نفسه . ثم واثبه فضرب به الأرض فبادره ، فقال : أنا عروة بن الورد ، وهو يريد أن يعجزه عن نفسه . قال : فأرتدع ثم قال : مالك ويلك ! لست أشك أنك قد سمعت ما كان من أمى . قال : قلت : نعم . فأذهب معى أنت وأمك وهذه الإبل ودع هذا الشيخ ، فإنه لا ينهاك(1) عن شىء . فقال : الذى بقى من عمر هذا الشيخ قليل ، وأنا مقيم معه ما يقى ، فإن له حقا وذماما، فإذا هلك فما أسرعنى إليك، وخذ من هذه الإبل ميرا .
قلت : لا يكفينى ، إن معى أصحابى قد خلفتهم . قال : فائنان . قلت : لا : قال : فثلاثة، والله لا زدتك على ذلك . فأخذها ومضى إلى أصحابه . ثم إن الغلام لحق به بعد هلاك الشيخ.: فقال ثمامة : والله يا أمير المؤمنين ، لقد زئنته عندنا وعظمته فى قلو بنا . قال: فهل أعقب عندكم؟ قال : لا ، ولقد اكنا نتشاءم بأبيه، لأنه هو الذى أوقع الحرب بين عبس وفزارة بمراهنته حذيفة ، ولقد بلغنى أنه كان له ابن آسن من عروة يؤثره على عروة فيما يعطيه ويقربه . فقيل له : أتؤثر الأكبر مع غنائه عنك على الأصغر مع ضعفه ! فقال : أترون هذا الأصغر ، لئن بقى مع ما آرى من شدة نفسه ليصيرن الأكبر عيالا عليه : اله لقرالنى والشعر الذى فيه الغناء ، وافتح به أبو الفرج أخبار عروة ، هو : وخل كنت عين الأشد منه إذا نظرت ومستمعا سميعا أطاف بغيه فعدلت عنه وقلت له أرى أمرا فظيعا (1) أى لا فناء قيه، قلا يهاك عن تطلب غيره
Bogga 359