356

============================================================

اخبار عروة بن الورد 49 أمره ويقولون : عنيتنا فى مثل هذه الليلة القرة وزعمت لنا شيئا كذبت فيه !

فقال : ما كذبت ، ولقسد رأيت النار فى موضع رنحى . فقالوا : ما رأيت شييا، ولكن تحذلقك هو الذى حملك على هذا ، وما نعجب إلا لأنفسنا حيث أطعنا أمرك واتبعناك . ولم يزالوا بالرجل حتى رجع عن قوله لهم . واتبعهم عروة ، حتى إذا وردوا منازلهم جاء عروة فكمن فى كثر (1) بيت ، وجاء الرجل إلى أمرأته وقد خالفه إليها عبد أسود، وغروة ينظر، فأتاها العبد بعلبة فيها لبن، فقال : تشر بين؟ فقالت : لا، أؤ تبدا . فبدأ الأسود فشرب . فقالت للرجل حين جاء: لعن الله صلفك (2) ! عنيت قومك منذ الليلة . قال : لقد رأيت نارا . ثم دعا بالعلبة ليشرب، فقال، حين ذهب ليكرع : ريح رجل ورب الكعبة! فقالت المرأة : وهذه آخرى ، أى ريح رجل تجده فى إنائك غير ريحك! ثم صاحت. فجاء قومها ، فأخبرتهم بخبره وقالت : يتهمنى ويظن بى الظنون . فأقبلوا عليه يلومونه حتى رجع عن قوله . قال عروة : هذه ثانية . ثم أوى الرجل إلى فراشه، فوتب عروة إلى الفرس وهو يريد أن يذهب به ، فضرب الفرس بيده ونخر. فرجع عروة إلى موضعه . ووثب الرجل، فقال : ما كنت لتكذ بنى (3) ، فمالك ؟

فأقبلت امرأته عليسه لوما وعذلا . قال : فصنع عروة ذلك ثلاثا . ثم أوى إلى فرايشه ونجر من كثرة ما يقوم ، فقال : لا أقوم إليك اليلة . فاتاه عروة فحال (4) فى مثنه وخرج ركضا . وركب الرجل فرسا غيره أنتى . قال عروة : فجعلت أسمعه خلفى يقول : الحقى فإنك من نسله . فلما أنقطع عن البيوت، قال له ه عروة بن الورد : أيها الرجل ، قف ، إنك لو عرفتنى لم تقدم على ، أنا عروة ابن الورد ، وقد رأيت الليلة منك عجبا ، فأخبرنى به وأرد عليك فرسك . قال : (1) كسر البيت : جانيه.

(2) الصلف : مجاوزة الرجل قدرا الظرف وادعاؤه العجب والتكبر (3) يريد القرس: (4) حال فى متنه : وثب وو كب:

Bogga 356