256

============================================================

أخبار ابن أرطاة 249 ابن أبى سفيان المدينة وغزل عنها مروان بن الحكم ، وجد مروان فى نفسه . وكان الوليد يصيب من الشراب ويبعث إلى ابن سيحان فيشرب معه، وابن سيحان لايظن أن مروان يفعل به الذى فعله . وقدكان مدحه ابن سيحان ووصله مروان.

ولكن مروان أراد فضيحة الوليد ، قرصده ليلة من المسجد ، وكان ابن سيحان يخرج فى الشحر من عند الوليد ثملا فيمر فى المقصورة من المسجد حتى يخرج فى زقاق عاصم . وكان محمدبن عمرو يبيت فى المسجد يصلى، وكذلك عبدالله بن حنظلة وغيرهما من القراء . فلما خرج ابن سيحان ثملا من دار الوليد أخذه مروان وأعوانه، ثم دعا له محمد بن عمرو، وعبد الله بن حنظلة، فأشهدها على سكره، وقد سأله أن يقرأ أم الكتاب، فلم يقرأها، فدفعه إلى صاحب شرطه فحبسه.

فلما أصبح الوليد بلغه الخبر وشاع فى المدينة ، وعلم أن مروان إنما أراد أن يفضحه ، وأنه لولقى ابن سيحان ثملا خارجا من عند غيره لم يغرض له . فقال الوليد : لا يبرثنى من هذا عند أهل المدينة إلا ضرب ابن سيحان . فأمر صاحب شرطه فضربه الحد ثم أرسله . فجلس أبن سيحان فى بيته [لا يخرج] حياء من

الناس. فجاءه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فى ولده، وكان له جليسا ، فقال له : ما يجلسك فى يتك ؟ قال : الأستحياء من الناس . قال : أخرج أئها الرجل . وكان عبد الرحمن قد حمل له معه كسوة ، فقال له : البسها ورخ معنا إلى المسجد ، فهذا أحرى أن مكذب به مكذب، ثم ترحل إلى أمير المؤمنين فتخبره بما صنع بك الوليد، فإنه يصلك ويبطل هذا الحد عنك. فراح مع ~~عبد الرحمن فى جماعة ولده متوسطا لهم حتى دخل المسجد، فصلي ركعتين، ثم تساند مع عبد الرحمن إلى الاشطوانة ، فقائل يقول : لم يضرب ، وقائل يقول : أنا رأيته يضرب، وقائل يقول : عزر أشواطا. ثم رحل إلى معاوية بن أبى سفيان ، فدخل ال يزيد بن معاوية فشرب معه . فكلم يزيد أباه معاوية فى أمره ، فدعا به

Bogga 256