Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Noocyada
وقيل: لا يسع الرجل إهمال نية الجهاد ولو أيسر منه، وعليه أن يجددها ولا ييأس، فيهلك لتركها، ولا فقير لا يستطيع حجا بل يعتقد متى قدر حج؛ وكذا آيس من تعلم القرآن أو العلم، كمن له رحم لا يعرفه ولا يمكنه الوصول إليه، فليعتقده متى عرفه أو أمكنه؛ ولا يحل أيضا قطعها عن النكاح ولا عن جميع أبواب البر، ولو نفلا. ومن أيس فقد أساء الظن بالله، وعليه أن يجددها ولو عاجزا في حينه، لأنه قادر أن يوجد له ذلك من حيث لا يحتسب.
والنية عقد في القلب، وعزيمة على الجوارح، وهي لب العمل؛ فيجب إحكامها، وهي مستدامة. والعمل ينقطع وكل عمل خلا منها فهو باطل، وهي قربة إلى الله وابتغاء مرضاته. فمن أراد أن يطعم أحدا نوى به إما وجه الله، أو مكافأة، أو تقية.
ونية التعلم أن يعلم كيف يعمل؛ وذهاب المسجد زيارته وأداء الفرض فيه.
روى أبو المؤثر أن رجلا أتى النبيء -صلى الله عليه وسلم- فقال له: إني أقاتل في سبيل الله، وأحب أن أحمد، فقال له: ألست تقاتل أن تكون كلمة الله هي العليا؟ فقال: بلى [116] يا رسول الله، فقال له: فأنت إذا شهيد، أو قال: لك الأجر.
ومن أصبح فنوى أن كل ما عملته في يومي فهو لله، أو ما عملته من البر ما حييت فله، أجزته نيته(133). ولا يجوز له -قيل- أن يذكر الله أو يعمل بلا نية. وقيل: أفعال المؤمن تابعة لاعتقاده، وعليه فمن ذكر الله بنية كان أفضل، وإلا لم يعص.
وهل تجزي في صوم رمضان أو ليلة منه لجميعه أو لابد من تجديدها في(134) كل ليلة؟ قولان. وقد مر من وطئ أو أكل على نية الحرام وأصر عليه ومات، هلك بنيته، وتترك -قيل- ولايته.
ومن أدى صلاة بوقتها ثم ذكرها فيه ونسي أنه صلاها أوله، ونوى أن لا يصليها لم يهلك، إذ لم يلزمه أن يصليها ثانية. وأما من قضى ما عليه من دين لأحد ونسيه ثم ذكر الدين ونسي القضاء وعزم على أكل حقه حتى مات، فهو عازم على سوء النية.
Bogga 217