تساءل ذاهلا: جريمة؟ - أين كنت يا سيدي؟ جريمة القتل فظيعة، ألا تعرف الآنسة «المولدة»؟ - المولدة! - قتلها شاب مجنون، الله ينتقم منه.
تقلص وجهه في ألم وذهول، وغمغم: قتلت! لا أصدق .. وأين هي؟ - حملوها إلى المستشفى لإسعافها، ولكنها ماتت في الطريق. - ماتت! - ألم ترها وهي تقتل على بعد أمتار منك؟
وبعد صمت عاد يقول: كيف لم ترها! أما أنا فكنت مشغولا في الداخل، ثم خرجنا على صوت الصراخ، كان الملعون يطاردها وهي تجري أمامه حتى طعنها في المكان الذي يقف فيه المحقق ... - والقاتل؟ - استطاع الهرب، حتى الآن على الأقل، شاب صغير، رآه ناظر المحطة وهو يثب فوق السور ويستقل دراجة بخارية، ولكن سيقبض عليه عاجلا أو آجلا.
اشتد تقلص وجهه بالألم حتى تقوض في مجلسه. ومضى الجرسون عنه وهو يقول: كيف لم تر الحادثة التي وقعت بين يديك؟
وأقبل شرطي فدعاه إلى لقاء المحقق، قرر أن يركز فكره المشتت مهما كلفه ذلك من عناء، نظر في ساعته فأدرك أنه نام ساعة على الأقل. ومضى مع الشرطي وهو يجر رجليه، بدأ السؤال كالعادة بالاسم والسن والعمل. - متى جلست في الكازنيو؟ - في السابعة صباحا على وجه التقريب. - ألم تغادر مجلسك طيلة الوقت؟ - كلا. - ماذا رأيت؟ حدثنا بالتفصيل من فضلك. - لم أر شيئا! - كيف؟ لقد ارتكبت الجريمة في هذا الموضع، فكيف لم تر شيئا؟ - كنت نائما! - نائما؟!
أجاب باستحياء: نعم. - لم توقظك المطاردة؟ - كلا. - ولا الصراخ؟
هز رأسه نفيا، وهو يعض على شفتيه. - ولا استغاثتها وهي تناديك باسمك؟
تأوه هاتفا: اسمي! - أجل، لقد نادتك مرارا، ورجح الشهود أنها كانت تجري نحوك مستغيثة بك.
حملق في وجهه بذهول، وتمتم في توسل: كلا! - هو الواقع.
أغمض عينيه ولم يعد يلقي بالا إلى المحقق أو أسئلته، حتى قال له هذا في ضجر: أجب .. عليك أن تجيب! - إني في غاية من التعاسة! - أكانت ثمة علاقة بينك وبينها؟ - كلا! - ولكنها نادتك باسمك. - نحن من ضاحية واحدة، ونقيم في شارعين متجاورين. - شهد شهود بأنهم كثيرا ما رأوكما تقفان متقاربين في انتظار الديزل؟ - توافق في المواعيد بحكم العمل ليس إلا. - أليس لاستغاثتها بك دلالة ما؟ - لعلها كانت تشعر بإعجابي بها. - إذن كانت هناك علاقة من نوع ما. - ربما ..
Bog aan la aqoon