Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Noocyada
«وينبغي أن يعطى بعض المرضى غذاءهم» في اليوم * والليلة (140) «في مرة واحدة وبعضهم في مرتين ويجعل ما يعطونه منه» أي من الغذاء في المرة الواحدة أو المرتين أكثر أو أقل في كميته أو تغذيته أو هما معا. وبهذا يعلم عدم توجه ما ذهب إليه ابن القف حيث جوز رجوع الضمير في «منه» إلى المرات أنفسها أو كل مرة ويعطى «بعضهم» الغذاء في مرضهم «قليلا قليلا» وذلك بحسب ما يقتضيه القانون المتقدم «وينبغي أن يعطى الوقت» أي الفصل «الحاضر من أوقات السنة» وحكم البلد حكم الفصل «حظه من هذا» الحكم المتقدم وذلك بأن يراعى فيه. فالصيف مثلا ينبغي أن يقلل فيه مقدار أغذية المرضى لضعف القوة الهاضمة فيه ويزاد في تغذيته وعدد المرات لقلة المادة فيه لكثرة التحليل PageVW1P022B وقس على هذا وكذلك العادة فإن من اعتاد الوجبة الواحدة في حال صحته لا ينبغي أن يثني في مرضه * ومن اعتاد الثلاثة لا ينبغي أن يوجب ذلك في مرضه (141) «و» كذلك «السن» فإن الشبان مثلا قوتهم الهاضمة قوية PageVW0P020B والمادة التي في أبدانهم قليلة لكثرة التحليل ولاحتياجهم إلى زيادة النمو فلذلك * يغذون (142) في مرضهم بما هو كثرة التغذية والمقدار والعدد وعلى هذا فقس. تنبيه: إنما خص الإمام هذا الحكم بالمرضى وإن كان هو أيضا معتبرا في الأصحاء لأن الأصحاء في غالب الأمر لا يحتاجون إلى تقدير الأطباء للغذاء لأن شهوتهم تفي بالواجب منه هذا وما يذكر الآن تفصيل لقوله وينبغي أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا.
17
[aphorism]
قال أبقراط: «أصعب ما يكون احتمال الطعام على» قوى «الأبدان في» فصل «الصيف و» فصل «الخريف» لضعف الحرارة الغريزية حينئذ في الباطن * ولكن (143) الخريف دونه في الضعف * فلذلك (144) كان دونه في هذا الحكم «وأسهل ما يكون احتماله» أي الطعام «عليها» أي قوى الأبدان «في» فصل «الشتاء» لقوة الحرارة الغريزية حينئذ PageVW1P023A في الباطن «ثم بعده» أي فصل الشتاء في سهولة الاحتمال «الربيع» لأن قوة الحرارة الغريزية في الباطن فيه دون الشتاء. تنبيه: ليس في هذا تكرار للفصل الذي أوله «الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما يكون» لأن ذلك الفصل كان لبيان تقدير الغذاء بحسب PageVW0P021A الفصول وهذا لبيان كيفية استعماله هل هو في مرة أو مرتين. واعلم أن المصنف من عادته إذا أراد أن ينتقل من حكم إلى حكم غيره * ذكر (145) فصلا مشتملا على كل منهما كما فعل في هذا الفصل الذي نذكره الآن فإنه يشتمل على شيء من حكم التغذية وشيء من حكم الاستفراغ.
18
[aphorism]
قال أبقراط: «إذا كانت نوائب الحمى» ذات الأدوار على ما ذهب إليه القرشي. وقال ابن القف إن فهم من الدور الشدة والخفة يكون بها الدائرة والدائمة، وإن فهم منه وقت الأخذ والترك كانت خاصة بالدائرة. واحترز بقوله نوائب الحمى عن الحمى غير ذات النوائب كالمطبقة فإن تناول الغذاء فيها لا يختلف بحسبها بل يجعله وقت الأبرد من النهار والوقت الذي جرت به عادة الأصحاء باستعمال الغذاء فيه واحترز PageVW1P023B بقوله «لازمة لأدوارها» عن غير اللازمة فإنها لا يمكن فيها أن يعرف الوقت الذي ينبغي أن يطعم المريض فيه بخلاف اللازمة فلا ينبغي في أوقاتها أن يعطى المريض شيئا وخصوصا في أول * النوب (146) سواء كان غذاءأو دواء مسهلا * وكذلك الفصد إلا أنه ليس يكون فيه من التحريك العنيف ما يكون في الأدوية المسهلة (147) وبهذا علم اشتمال هذا الفصل على شيء من قوانين الأغذية وشيء من قوانين الاستفراغ PageVW0P021B وعلم أيضا أن أول هذا الفصل ليس فيه تكرار لقول المصنف «وإذا كان للحمى أدوار فامنع من الغذاء في وقت نوبتها» لأن النهي هناك خاص بالغذاء وفي هذا الفصل عام للغذاء والدواء. قال ابن أبي صادق إن لفظ أو في اللغة اليونانية بمعنى إلا أن يضطر الحال إلى تناول شيء من ذلك «لكن ينبغي أن ينقص من الزيادات» أي الأخلاط الزائدة على المجرى الطبيعي «من قبل أوقات الانفصال» أي البحران. قال القرشي البحران في اللغة اليونانية هو الفصل للخطاب ثم نقله الأطباء إلى الانفصال الذي يقع بين الطبيعة والمرض وينبغي أن يراد بالبحران هنا البحران PageVW1P024A الناقص فإنه متى كان كذلك استولت الطبيعة على المرض ودفعته دفعا تاما عند الانفصال ويؤيد هذا ما نذكره الآن.
19
[aphorism]
قال أبقراط: «الأبدان التي يأتيها» بحران بأن يكون متوقعا «أو قد أتاها بحران على * الكمال (148) » بأن ينقضي به المرض. ويعرف كماله بوجوه: الأول القوة المدبرة للبدن فإنها إن كانت قوية مستولية على المادة * الموجبة للمرض (149) كان البحران كاملا، وإن لم يكن كذلك كان البحران ناقصا. الثاني المادة الحادث عنها المرض فإنها إن كانت مطاوعة PageVW0P022A للدفع فالبحران كامل، وإن لم تكن كذلك فالبحران ناقص. الثالث الإنذارات البحرانية فإنها متى كانت جيدة فالبحران الكائن بعدها كامل، وإن لم تكن كذلك فالبحران الواقع بعدها ناقص. الرابع الأيام المتوقع حصوله فيها فإنها متى كانت غير جيدة * فالبحران الواقع فيها ناقص ومتى كانت جيدة (150) فالبحران الكائن فيها كامل وحينئذ «لا ينبغي * لك (151) أن تحرك» فيها مادة المرض * «بشيء (152) » بأن تنقلها من موضع إلى آخر كما يفيده جذب المحاجم «ولا يحدث فيها حادث لا بدواء مسهل ولا بغيره من التهييج» مثل القيء والترعيف PageVW1P024B والإدرار والتغريق لأن مادة المرض تندفع فيه دفعا تاما فينقى * منها (153) البدن ولا يحتاج إلى شيء قبله وبعده لكن يترك لأن فعل الطبيعة أولى من الفعل الصناعي وما نذكر الآن يشتمل على بيان شروط الاستفراغ.
Bog aan la aqoon