Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Noocyada
42
[aphorism]
قال أبقراط: السكتة وهي علة يلزمها تعطل الأعضاء كلها عن الحس والحركة الإرادية إلا ما كان منها ضروريا في الحياة كحركة النفس عن الحس وفي هذه الحالة يقع الاشتباه بين المسكوت والميت إن لم يكن يبرأ صاحبها منها لإضرارها بالقلب والروح لفساد حال النفس فيها سليما لم يسهل أن يبرأ لصعوبة زوال سببها أعني انسداد محل الروح والمتوسطة بينهما هي التي تظهر فيها النفس باستكراه واختلاف نظام. مهمة: يفرق بين المسكوت والميت بأن يقلب على وجهه فإن انقلب الكف وصار باطن الراحة إلى أسفل والأظفار ليس بمشرفة فهو ميت وإلا فهو حي، أو بأن ينظر إلى عينه فإن رأى الناظر شبحه في مقلته فهو حي وإلا فهو ميت ويفرق بين المسكوت والمسبوت بأن المسكوت يمكن أن ينبه ويفهم بخلاف * المسبوت (55) مع أن سحنة المسبوت كسحنة النائم. ويفرق بين المسكوت والمغشى عليه بأن المسكوت يتغير لون وجهه إلى الرصاصية والكمودة ويكون معه غطيط. ويفرق بين السكتة واختناق الرحم بأن اختناق الرحم PageVW0P047B يتقدمه ألم في الرحم. هذا ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة من جهته تعطل الأفعال في كل منهما.
43
[aphorism]
قال أبقراط: الذين يختنقون فيصيرون إلى حد الغشي ولم يبلغوا إلى حد الموت فليس يفيق منهم من ظهر في فيه زبد وهو يحدث عن رطوبة يخالطها جوهر هوائي بحيث لا يقدر أحدهما على الانفصال من الآخر وهذا يحدث في هذه الحالة تارة لسبب سيلان أجزاء تنفصل من الرطوبة على سبيل الذوبان بواسطة الأبخرة الدخانية وتختلط بها وتندفع إلى خارج عند زوال سبب الخنق وتارة لسبب سيلان رطوبة من الدماغ بواسطة تسخنه ويختلط بما يتصعد من النفس المحتبس بالخنق وتندفع وهذا لا يلزمه غشي بخلاف الأول وهو مراد أبقراط بقرينة اعتباره الغشي فيه. قال القرشي في جوابه: مراد الإمام بالزبد ما يحصل من مخالطة الأجزاء المنفصلة من الرئة بالأجزاء الدخانية وحمل الزبد الذي شاهدة جالينوس في بعض المخانيق الذين عاشوا بعد حلهم على ما يكون من الرطوبة السائلة من الدماغ بخلاف الزبد بالمعنى الأول خصوصا إذا كان صاحبه سمينا. PageVW0P048A يؤيد هذا ما يذكر الآن.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه غليظا جدا بالطبع وذلك بأن يكون السمن فيه الشحم غير مكتسب وعلامة ذلك أن تكون العروق فيه ضعيفة مع قلة الدم ويكون لون صاحبه * مائلا (56) إلى بياض مع قلة الحمرة ولا يصبر على الجوع فالموت العارض عن آفات من داخل يكون أسرع إليه من الضعيف أي النحيف والقضيف وبالعكس من ذلك بمعنى أن الموت إذا كان عن سبب من خارج كان أسرع إليه من السمين والسبب في إسراع الموت إلى السمين هو أن الحرارة الغريزية تكون فيه ضعيفة ومجاريه ضيقة ورطوباته متوفرة وقواه مغمورة ويؤخذ من هذا أن أفضل الأبدان هو المعتدل في السمن والقضافة انتهى وما يذكر الآن يشتمل على حكم من أحكام الصرع وذلك لمناسبة بينه وبين الاختناق.
45
Bog aan la aqoon