Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Noocyada
قال أبقراط: من كانت به حمى ليست بالضعيفة جدا أي المتوسطة مثل الحمى الصفراوية الغير الخالصة فإن يبقى بدنه على حاله ولا ينقص شيئا وذلك بأن يكون التحلل منه قليلا وإلا فالبدن يستحيل * بقاؤه (49) على ما كان عليه من حال الصحة أو يذوب بأن يتحلل من البدن بأكثر مما ينبغي أن يتحلل منه بحسب PageVW0P041B الحمى وبطول المرض وبالسن وبالوقت الحاضر وبالبلد وبمزاج الهواء في ذلك الوقت وبالاستفراغ المحسوس وبالهم والسهر وبمقدار المطعوم. قال جالينوس المراد بالذوبان هنا الضمور وإن قوله بالأكثر يكون مشتركا بين قوله يبقى البدن الذي يفهم منه قلة التحليل وبين قوله يذوب فذلك رديء لأن الأول ينذر بطول من المرض والثاني يدل على ضعف من القوة بخلاف القوية جدا فإن سرعة التحليل فيها لا تدل على ضعف القوة، والضعيفة جدا بطول التحلل فيها لا تدل على طول المرض. وحاصله أن القوية جدا كالحمى الصفراوية تكون قصيرة المدة والضعيفة جدا كالبلغمية تكون طويلة المدة ولا يحتاج فيهما إلى ما ينذر بهما لأنهما * لازمان (50) بخلاف المتوسطة فإنها يحتاج فيها إلى الإنذار أما بالطول أو بالقصر لأنهما غير حاصلين لها وإذا كان وقت الحمى يختلف فذكر فصل بعد ذلك يدل على وقت PageVW0P042A الاستفراغ مناسب.
29
[aphorism]
قال أبقراط: ما دام المرض في ابتدائه قال جالينوس المراد به أول المرض فإن رأيت أن تحرك شيئا من المواد الرديئة بالاستفراغ أو بالفصد لهيجان المواد أو لكونها كثيرة أو لغير ذلك فحرك فإذا صار المرض إلى منتهاه فينبغي أن يستقر المريض ويسكن عن التحريك المذكور لأنه وقت القتال فلا تستغل الطبيعة بما يحرك المواد عن المقاومة للمرض ودفع مادته وكذلك لا يجوز في وقت الانحطاط لضعف القوة بسبب مقاومة المرض. وأما وقت التزيد فإنه وقت استعمال التحريك. تنبيهان: الأول قال ابن أبي صادق هذا أقوى دليل على أن أبقراط يرى بالاستفراغ قبل النضج لأمر يوجبه، التنبيه الثاني محل المنع من الاستفراغ في المنتهى إذا كنت تقدمت واستفرغت في أول المرض أما إذا لم يقع استفراغ في الأول وكان المريض يحتاج إليه والقوة قوية فلا يمنع من الاستفراغ حينئذ في هذا الوقت. هذا ويؤيد المنع من الاستفراغ ما يذكر الآن.
30
[aphorism]
قال أبقراط: إن جميع الأشياء أي الأعراض PageVW0P042B اللازمة للمرض وذلك لأن الأعراض منها مقومة للمرض كالأعراض الخمسة لذات الجنب ومنها غير مقومة والمقومة يستحيل وجود المرض بدونها في أول المرض وأخره أضعف. أما الأول فلأن الأعراض لم تكمل وأما الثاني فلأنها أخذت في الاضمحلال لأن ذلك وقت الانحطاط وفي منتهاه أقوى لأنه وقت الاشتداد وفيه يكون البحران فلا يجوز الاستفراغ في هذه الأوقات كلها إلا لأمر يوجبه. هذا وربما يجب الاستفراغ بعد غاية الانحطاط كما يفهمه ما ينقله الآن.
31
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الناقه من المرض يحظى قال جالينوس إن أبقراط وضع مكان قوله يحظى هذا في الفصل الماضي ينال من الطعام ولا يتزيد بدنه شيئا فإنه يدل على نقاء بعض المادة لما تقدم من أن الناقه إذا كان ينال من الغذاء وليس يقوى به فهو ممتلئ من غذاء أو خلط فذلك رديء لأن البدن الغير النقي كلما غذيته فإنما تزيده شرا و حينئذ يجب تنقيته. تنبيه: قال القرشي إن أبقراط لم يقل فذلك يحتاج إلى استفراغ لأن وجوب الاستفراغ قد علم فيما تقدم انتهى. وما يذكر الآن فيه تبيين لما يلزم الناقه المذكور بل جميع من حاله رديء.
Bog aan la aqoon