Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Noocyada
[aphorism]
قال أبقراط: متى اشتكى الحلق أو خرج في البدن بثور أو خراجات سواء كان ذلك ببحران أو بغير بحران، وبالجملة يكون لمادة فاسدة دفعتها الطبيعة إلى هناك فينبغي حينئذ أن تنظر وتتفقد ما يبرز من البدن من العرق والبول والبراز فإن كان الغالب عليه المواد والأخلاط الفاسدة كان البدن مع ذلك * عليلا (35) بدلالة الخارج على عدم النقاء وأن المادة لم تندفع بكليتها إلى الحلق أو إلى الجلد وحينئذ يحتاج إلى الاستفراغ وإن كان ما يبرز من البدن مثل ما يبرز من البدن الصحيح فكن على ثقة من التقدم على أن تغذو البدن. لدلالة ما يبرز على النقاء. هذا وما يذكر الآن مناسب من حيث اشتمال كل منهما على حلم من أحكام الغذاء.
16
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان بإنسان جوع وهو على قسمين: عام لجميع الأعضاء PageVW0P033A خال عن الشعور وهو عبارة عن احتياج الأعضاء إلى الغذاء، أو خاص بالمعدة ويكون معه الشعور وهو عبارة عن الإحساس عند استعمال الغذاء. وهو على نوعين: صادق وهو الذي يكون الإحساس به كذلك، وكاذب وهو الذي يكون الإحساس به كذلك. ومراد أبقراط بالجوع هذا الصادق لأن الكاذب ينبغي أن تستعمل فيه الحركة للتحليل وتخفيف المادة الفاسدة من البدن وأما من كان به الصادق فلا ينبغي أن يتعب حتى يغتذي لأن التعب محلل ومن به هذا الجوع تكون أعضاؤه خالية من الرطوبات فيخف بدنه لذلك. تنبيه: ترك غير التعب أولى كالاستفراغ والفصد لكونه أكثر إخراجا. مهمة: من الناس من ينبغي له أن يتعب على الجوع وهو المفرط في الخصب. تتمة: الجوع منه إرادي كالصوم والحمية، ومنه غير إرادي كالحادث عند الجدب. هذا و ما يذكر الآن يتعلق بالغذاء أيضا.
17
[aphorism]
قال أبقراط: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة خروجا كثيرا في الكم الكيف قال جالينوس: وهذا PageVW0P033B هو مراد الإمام هنا. قال ابن القف: وهذا وإن كان حق فإنه يرد عليه أن الغذاء إذا أطلق فالمراد به الغذاء الصرف ثم قال والذي صح عندي أن مراده بالغذاء الغذاء الصرف فإن ذلك أي ورود الغذاء الخارج عن الطبيعة في الكم والكيف يحدث مرضا بواسطة الامتلاء بحسب الأوعية وبحسب القوة وبهذا يندفع ما قيل أن ذلك ليس يحدث للمرض بل يحدث الامتلاء ويدل على ذلك برؤه قال القرشي: والمعنى أنه يدل على نوع ذلك المرض برؤه ووجه الدلالة إن برء الأمراض بالضد فالمرض الذي يبرأ بالأشياء الحارة يعلم أنه بارد والذي يبرأ بالأشياء الباردة يعلم أنه حار وعلى هذا مشى ابن أبي صادق وقال ابن القف: المعنى أن الغذاء الخارج عن الطبيعة في الكم، وهو الذي صح عنده، يضر بالبدن بواسطة الامتلاء يدل عليه برؤه بما يقابله أعني الاستفراغ بالفصد مثلا. تنبيهان: الأول قال جالينوس لو قال ومما يدل عليه برؤه لكان أجود لأن البرء بعض ما يدل وبين ذلك بقوله بأنه من أكثر الغذاء أو استعمل من الرياضة التي كان PageVW0P034A يستعملها ثم وجد حمرة في عينيه * وثقلا (36) في بدنه * وانتفاخا (37) في عروقه توهم أن مرضه من كثرة تناول هذا الغذاء فإذا استقر غناه انتفع فصح عندنا أنه من كثرة الغذاء بالعلامات المذكورة والبرء. فيكون البرء * بعضا (38) من الدلالة قال ولعله مراد الإمام لكنه حذفه من لم يفهمه. التنبيه * الأول (39) : اعلم أن ضرر هذا الغذاء بالجيعان شديد لأن الامتلاء عقيب الجوع الشديد المستمر أياما فقال وهذا هو سبب حصول كثرة الوباء بعد سنين الغلاء. التنبيه الثاني: قال جالينوس ويحتمل هذا الفصل * نوعا (40) آخر من التفسير وهو أن معنى قوله خارج عن الطبيعة هو الخروج في الكيفية غير أن مثل هذا الغذاء إذا كان يسيرا لم يحدث مرضا كحال الأدوية المفسدة للبدن مثل البيروج والأفيون والأفربيون فإنها متى تناول منها المقدار اليسير لم تضر البدن فلذلك قال كثير ويشكل عليه أن الغذاء حيث ما أطلق فالمراد به الصرف. انتهى والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على بعض أحكام الغذاء أيضا.
18
[aphorism]
Bog aan la aqoon