أحمدَ (ابن هشام) المتوفّى سنة (٧٦١ هـ) حيثُ شرحَ فيه كتابَه المسمَّى "شذور الذّهب في معرفة كلام العرب"، وإِمَّا لكتبٍ أَلفها غيرُه؛ كالكتابِ الذي نحن بصددِ دِراسته وتحقيقه، فإِنَّه شرحٌ لمختصرِ الإِيجي "الفوائد الغياثيَّة في المعَاني والبَيان".
أوْ مختصراتِ إِمَّا لكتبٍ ألفها المؤلِّفُ نفسُه، من مثل: "الطبقات الصُّغرى" لتاج الدّين عبدِ الوهَّاب بن تقيِّ الدِّين السّبكيّ المتوفّى سنة (٧٧١ هـ)، حيثُ اخْتصر فيه "الطبقات الكبرى" و"الطبقات الوسطى" الكتابين اللذين ألفهما في تَراجم فقهاءِ الشَّافعيَّة. وإِمَّا لكتبٍ ألّفها غيرُه؛ كمختصرِ الإِيجيِّ المتقدِّم فإنَّه اختصارٌ لقسم البلاغة في مفتاح السَّكاكيِّ.
وأَخيرًا أودُّ أن ألفت النَّظرَ إلى أنَّ علمَ التَّاريخ كان أبْرز عُلوم ذلك العصرِ، إذْ ظَهر فيه عددٌ كبيرٌ من المؤرِّخين الذين تَركوا تُراثًا ضَخْمًا يَحكي واقعَ العَصر وأحداثَه ويترجمُ لأَبرز شخصيَّاته.
ونجدُ أَن تآليفَ هذَا الفنِّ تخرجُ في صورٍ مختلفةٍ من "تاريخِ عام للدُّول الإسلاميَّة إلى جَمْعٍ لتاريخ البَشَرِ مُنذ بدءِ الخليقة، مُنْضمًّا إليه تاريخُ بعضِ الأمم المجاورة، ومن رُوَّاد هذا الاتِّجاه: أبو الفِداء (١)، وابنُ كثيرٍ (٢) .. ومنهم
_________
(١) وهو الملك المؤيّد، إسماعيل بن الأَفضل علي بن عبد الملك المظفر محمود الأيوبي: ولد سنة ٦٧٢ هـ، وتُوفِّي سنة ٧٣٢ هـ) ينظر: البداية والنِّهاية: ١٤/ ١٧٢، وفوات الوفيّات: ١/ ١٨٣، والنّجوم الزّاهرة: ٩/ ٢٩٢)، وله كتاب: "المختصر في تاريخ البشر".
(٢) وهو إسماعيل بن عمر المفسر -أيضًا- ولِد سنة ٧٠٠ هـ، وتوفي سنة (٧٧٤ هـ) (ينظر: تذكرة الحفّاظ؛ للذَّهبي: ٤/ ١٥٠٨، والذّيل على العبر في خبر من عبر؛ لابن العراقي: ٢/ ٣٥٨. وله في التَّاريخ كتاب "البداية والنِّهاية".
1 / 55