272

Tahdhib Riyasa

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Tifaftire

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Daabacaha

مكتبة المنار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

الأردن الزرقاء

وَلما حبس يحي بن أبي خَالِد كتبت إِلَيْهِ أم ولد لَهُ أَن جَمِيع أُمَّهَات أولادك قد نالوا فضل أيامك سواي فَوَقع لَهَا قد أَعدَدْت لَك الْفضل بن سهل فَلَمَّا ورد الْفضل بن سهل فَلَمَّا ورد الْفضل بن سهل وَبلغ مَا بلغ دفعت الْجَارِيَة توقيع يحي بن خَالِد إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ بَكَى وَأمر لَهَا بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَقَالَ إِذا فني مِنْك فطالعينا قَالَ أَحْمد بن أبي خَالِد مَا رَأَيْت مثل الْفضل بن سهل أَصْبِر على الْجُلُوس وَلَا أقوى على كتاب وَلَا أنزه نفسا وَلَا أَشد ارتفاعا عَن الدُّنْيَا وَلَا أطلب لجميل الذّكر وَحسن الأحدوثة مِنْهُ مَا جمع مَالا قطّ وَلَا ادخره وَكَانَ يلبس من ثِيَاب الْمَأْمُون ويركب من دوابه وَمَا وجد لَهُ يَوْم قتل شَيْء
وَكَانَ الْفضل بن سهل فِي الْحمام وهجم عَلَيْهِ جمَاعَة من غلْمَان الْمَأْمُون فَقَتَلُوهُ فِيهِ فارتفعت الضجة وَركب الْمَأْمُون إِلَى الْحمام حَتَّى وقف على بَاب الْحمام فَأخْرج الْفضل فَنزل الْمَأْمُون فَوَقع عَلَيْهِ وَقبل وَجهه وَهُوَ يبكي وَمَشى الْمَأْمُون من الْحمام إِلَى الدَّار ثمَّ وقف عَلَيْهِ حَتَّى غسل وكفنه بِيَدِهِ وحنطه وَركب حَتَّى صلى عَلَيْهِ وغلبته الْعبْرَة حَتَّى ارْتَفع صَوته فَلَمَّا انْصَرف طلب قاتليه فَقَتلهُمْ ثمَّ الْتفت إِلَى عَليّ بن مُوسَى الرضى ﵇ فَقَالَ لقد أَصبَحت وَالله بعد فقد ذِي الرياستين

1 / 366