دخل حَتَّى ارْتَفع الصُّرَاخ من مَنَازِله وَحجر نِسَائِهِ فأوصى وَخرج وَمَا فِيهِ لحم وَلَا دم فَقَالَ امْضِ بِنَا إِلَى أبي عَليّ يَعْنِي يحي بن خَالِد فَلَعَلَّ الله أَن يأتينا بفرج من جِهَته فمضيت مَعَه فَدخل على يحي بن خَالِد فَقَالَ لَهُ يحي مَا وَرَاءَك فَقص عَلَيْهِ الْقِصَّة فقلق يحي لأَمره وأطرق مفكرا ودعا جَارِيَة وَقَالَ لَهَا كم عنْدك من المَال قَالَت خَمْسَة آلَاف دِرْهَم قَالَ هاتيها فأحضرتها ثمَّ وَجه إِلَى وَلَدهَا الْفضل أَنَّك كنت أعلمتني فدَاك أَبوك أَن عنْدك ألفي ألف دِرْهَم وودت أَنَّك تشتري بهَا ضَيْعَة يبْقى ذكرهَا وشكرها وتحمد ثَمَرَتهَا فَوجه إِلَيْهَا بِالْمَالِ وَقَالَ للرسول امْضِ بهَا إِلَى جَعْفَر فَقل لَهُ ابْعَثْ لي فدَاك أَبوك بِأَلف ألف دِرْهَم لحق لزمني فوجهها إِلَيْهِ فَقَالَ هَذِه ثَمَانِيَة آلَاف ألف دِرْهَم ثمَّ أطرق طَويلا لِأَنَّهُ لم يكن بَقِي مَعَه من المَال شَيْء ثمَّ رفع رَأسه إِلَى خَادِم لَهُ فَقَالَ امْضِ إِلَى دَنَانِير فَقل لَهَا وَجْهي إِلَيّ بِالْعقدِ الَّذِي كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ وهبه لَك فَإِذا هُوَ عقد كعظم الذِّرَاع فَقَالَ لصالح اشْتريت هَذَا بِمِائَة ألف