225

Tahdhib Riyasa

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Baare

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Daabacaha

مكتبة المنار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

الأردن الزرقاء

إِلَيْك من أَخْبَار النَّاس إِلَّا مَا أَرَادوا وَلَا يخرج لَك عَامل فيخالف أَمرهم إِلَّا أقصوه ونفوه حَتَّى تسْقط مَنْزِلَته ويصغر عنْدك قدره فَلَمَّا انْتَشَر ذَلِك عَنْك وعنهم أعظمهم النَّاس وهابوهم فَكَانَ أول من صانعهم عمالك بالهدايا وَالْأَمْوَال ليتقووا بِهِ على ظلم رعيتك ثمَّ فعل ذَلِك ذَوُو الْقُدْرَة والثروة من رعيتك لينالوا بِهِ ظلم من دونهم فامتلأت بِلَاد الله بالطمع بغيا وَفَسَادًا وَصَارَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم شركاءك فِي سلطانك وَأَنت غافل وَإِن جَاءَ متظلم حيل بَينه وَبَين الدُّخُول عَلَيْك فَإِذا رفع قصَّته إِلَيْك عِنْد ظهورك وَجدك وَقد نهيت عَن ذَلِك وأوقفت للنَّاس رجلا ينظر فِي مظالمهم فَإِن جَاءَ ذَلِك الرجل فَبلغ بطانتك سَأَلُوا صَاحب الْمَظَالِم أَن لَا يرفع مظلمته إِلَيْك فَإِن للمتظلم مِنْهُ حُرْمَة عِنْدهم فأجابهم خوفًا مِنْهُم فَلَا يزَال الْمَظْلُوم يخْتَلف إِلَيْهِ ويلوذ بِهِ ويشكو ويستغيث وَهُوَ يدافعه ويماطله وَلَا يقبل عَلَيْهِ فَإِذا أجهد وأحوج وَظَهَرت صرخَ بَين يَديك ضربا عنيفا شَدِيدا مبرحا ليَكُون نكالا لغيره وَأَنت تنظر فَلَا تنكر فَمَا بَقَاء الْإِسْلَام على هَذَا وَلَقَد كنت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أسافر إِلَى الصين فقدمتها مرّة وَقد أُصِيب ملكهَا بسمعه فَبكى يَوْمًا بكاء شَدِيدا فحثه جُلَسَاؤُهُ على الصَّبْر فَقَالَ أما أَنِّي لست أبْكِي للبلية النَّازِلَة وَلَكِنِّي أبْكِي للمظلوم بِالْبَابِ يصْرخ فَلَا أسمع صَوته ثمَّ قَالَ أما إِذا ذهب سَمْعِي فَإِن بَصرِي لم يذهب فأذنوا فِي النَّاس أَن لَا يلبس ثوبا أَحْمَر إِلَّا مظلوم ثمَّ كَانَ يركب الْفِيل طرفِي النَّهَار ينظر هَل يرى مَظْلُوما فَهَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مُشْرك بِاللَّه ﷿ غلبت رأفته على الْمُشْركين وَأَنت تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ثمَّ من أهل بَيت رَسُول الله ﷺ غلب شح نَفسك عَلَيْك فَإِن كنت إِنَّمَا تجمع المَال لولدك فقد

1 / 319