وتدل على أن موسى سأل الرؤية عن قومه لا عن نفسه، فلذلك أضاف إليهم،
وأنزل العقوبة بهم.
وتدل على أن الرؤية لا تجوز عليه لذلك أنزل عليهم الصاعقة.
ومتى قيل: هم سألوا الرؤية مع الكيفية؟
فجوابنا أنه تعالى أنكر عليهم مجرد سؤال الرؤية، ولم يعتبر الزيادة التي أوردها ومتى قيل: فكيف كان سؤالهم حتى عظم هذا التعظيم، وقال تعالى في موضع آخر: (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك)؟
فجوابنا أن المدرك بحاسة البصر إنما يدرك لكونه على صفة في نفسه لأجلها يدرك كالجسم واللون، فجواز الرؤية يقتضي التشبيه، وقيل: لأنهم قرنوا الرؤية بالتشبيه، وهو قولهم: جهرة.
ومتى قيل: فكيف كان جواب القوم الصاعقة؟
قلنا: لما عظم سؤالهم عاقبهم حتى يحسم مادة السؤال منهم ومن غيرهم.
وتدل الآية على أن الصاعقة نزلت، ولم يضطروا إلى المعرفة، وإلا كان لا يحسن إعادتهم وتكليفهم.
وتدل على أن قول الأمة للرسول بعد إقامة الحجة: (لن نؤمن لك) كفر؛ لأنه رد عليه.
قوله تعالى: (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (56)
* * *
(اللغة)
البعث: الإرسال، وأصله إثارة الشيء عن موضعه، يقال: بعثت البعير، إذا أرسلته وحللت عقاله، وبعث الله من في القبور إذا أحياهم وأرسلهم.
Bogga 393