Habaynta Raadadka
تهذيب الآثار
Baare
محمود محمد شاكر
Daabacaha
مطبعة المدني
Goobta Daabacaadda
القاهرة
فإن قال قائل فإن كان الأنف مما على المصلى إمساسه الأرض فى سجوده كما عليه إمساسها جبهته إذ كان من أجزاء الوجه للعلة التى ذكرت أفرأيت إن ترك مصلى مكتوبه إمساسه الأرض فى سجوده أتجزيه صلاته أم هى غير مجزيته حتى يسجد عليه سجوده على جبهته قيل قد اختلف السلف قبلنا فى ذلك على ما قد ذكرناه قبل
فأما الذى نقول به فى ذلك أن المصلى مكتوبة قد أمر بالسجود فيها على الآراب السبعة التى هى وجه ويدان وركبتاه وقدمان محاذيا بكل ذلك القبلة فمن ترك السجود على إرب منها متعمدا تركه وهو عالم بوجوب ذلك عليه فلا صلاة له
فإن سجد عليهن غي أنه ترك إمساس جميع أجزاء كل عضو من ذلك الأرض وأمس الأرض من كل عضو منه بعضا محاذيا به القبلة رأيناه مخطئا مسيئا مخالفا ما أمر بالعمل به غير أنا وإن رأيناه مخطئا مسيئا لم نر عليه إعادته صلاته لإنه قد جمع الجميع فى بعض هذه الأعضاء السبعة التى أمرنا بالسجود عليها
على أن ساجدا على بعضه محاذيا به القبلة وترك السجود على ما سواه من أجزائه وهو للسجود عليه قادر أن صلاته ماضية جائزة
وإن كان مخطئا بتركه السجود على ذلك عند كثير منهم
وذلك كالساجد على جبهته تاركا السجود على أنفه وهو على السجود عليه قادر فلا خلاف بين الجميع من سلف الأمة وخلفهم أن صلاته ماضية لا إعادة عليه
فكذلك حكم الساجد من كل عضو من الأعضاء السبعة التى أمر بالسجود عليها إذا سجد منه على بعضه محاذيا به القبلة أجزأته صلاته ولم تلزمه إعادتها إن كان مخطئا بتركه السجود على جميع ما أمكنه السجود منه عليه
وذلك كالواضع فى سجوده بطن راحتيه على الأرض دون أصابعهما أو أصابعهما دونهما فيكون بتركه وضع مالم يضع منهما على الأرض مخطئا مسيئا
غير أنا رأيناه مخطئا مسيئا فلا نأمره بإعادة صلاته لتركه وضع ذلك إذا كان قد وضع بها بعضه
Bogga 211