============================================================
الفصاالب سيثر
في القلوب الحمدله العليم الخبير ، الحى السميع البصير المحجيب، للعلى الكبير الخالق البديع القدير، هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، الك الواحد الأحد الذى رفع السماء بغير عمد، ودحا الأرض على الماء ومهد ، المنزه عن الصاحبة والوالد والولد، الغنى عن الأدوات والجهات والأما كن، زين السماء بزينة الكواكب، وقابل بحكته بين المشارق وللغارب، فالعاصى مدبر كالهزيم الهارب ، وللطائع مقبل كالخصيم الطالب . فانظر إلى حركات عسا كرها(1) فى الليل الساكن، ينزل الماء من السماء فيمتد وجه الأرض بعد سكونه ، ويجريه بقدرته منقما بين أنهاره وعيونه ، وينيت به الزرع والحب والفاكهة والأب (2) ويظهر من الروض أنواع رياحيته (هذا خلق الله فأرويي ماذا خلق الذين من دونه) أدلة التوحيد ظاهرة ، ولكن عقل الغافل المنافق واهن . تأمل عجائب بدائع مصنوعاته، وتدبر صفحات واضحات آياته، وكف فكرك عن الجولان فى صفاته ، فغاية العقل من الإدرا كات العجز عن الإحاطة بعد إثباته ، لاغاية لجلاله، ولا نهاية لكماله، (1) العسكر : بمعى الحيش، كأنه يعنى بها جنود الحق مبحانه ومتها قوله تعالى: (وما يعطم جنود ربك إلا هو) : (2) الفاكهة والأب : الفاكهة : كل ما أكل رطبا - والأب: ما أنبتت الأرض مما تاكله الدواب ولا يأكله الناس :
Bogga 192