============================================================
192 من شبه فهو ملحد، ومن عطل فهو جاحد مائن ، المشبه متعلق بالحس والخيال، والمعطلى تائه فى بيداء الضلال، والمحقق مصدق بصفات الكمال، معترف بالمجز عن إدراك الجلال؟
فسبحان ذى العزة والعظمة والكبرياء والجلال والإ كرام والمحاسن ، الذى أيقظ قلوب السمداء من سنة الرقاد، وسلمها بعنايته من الشقاء والاد، وطهرها بمنته من دنس المباد، وأيزل عليها من بحار رحمته مطر الوداد، فذاقوا حلاوة الموعود بقوله سبحانه وتعالى (فيها أنهار من ماء غير آسن) فأسرارهم بهجة بطيب ولائه ، وألسنتهم لهجة بحسن ثنائه ، و قلوبهم مشرقة بتعظيه وكبربائه - وحرقتهم لاتسكن إلا بلقائه ، فحينئذ يأمن الخائف، ويخاف الآمن ، هنالك يتنبه من كان اليوم فى نوم غفلته ، وينقطع قلب المفرط بما يتجرع من حصرته، وبندم على ما ضيعه من سالف مدته، ويتضاعف آلمه إذا نوقش على تبيح زلته؛ فياحسرة على من حمل الأمانة، ثم كشف ديوانه فإذا هو خائن ، فسبحان من قدر وقسم، وأبرم وحكم، وخلق الأنوار والظلم ، وجعل توبه عباده الندم، وعلم ما كان وما هوكاتن.
أحمده على جميع أفضاله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك لهقى صفاته ولاشريك له فى أفعاله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى أثلج حرارة الصدور ببارد زلاله، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع عترته وأصحابه وآله صلاة دائمة ماحرك ساكن الأشواق ذكر المواطن.
فى قول الله عز وجل : (ألم كأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل ون الحق) الآية . قال ابن مسعود: عاتبنا الله سبحانه وتعالى بهذه الآية بعد إسلاء نا بسبع سنين . وروى أن بعض الناس أصابتهم فترة فى قلوبهم فأتزل الله تعالى هذه الآية . قال بعض أهل المعانى هذا الكلام يشبه الاستبطاء ، ومعناه أما حان وقت الخشوع . أما حان أوان الرجوع ، أما حق على التفريط إسبال الدموع ، أما هذا وقت التذلل والخضوع وفى ذكر الإيمان فى أول الآية تعريف بالمنة، وإشارة إلى استبطاء ثمرته هذا الايمان وثموته
Bogga 193